تحرك (واعٍ) قادته بعض السيدات المتطوعات في المجتمع أدى لإطلاق حملة (عيشة بلا شيشة) عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة كخطوة جيدة تستحق الإشادة.. اختيار المواقع الإلكترونية الشبابية (النسائية) بالإضافة للفيس بوك وتويتر أمر جيد وحيوي لإيصال (الفكرة) مباشرة، وتشجيع قرار (إغلاق المقاهي) في جدة، أعتقد أن التحاور مع (الفئة الشبابية) وهم الأكثر تعاطياً للشيشة له فوائد كبيرة خصوصاً أولئك الذين لا يملكون قراراً مستقلاً لانخراطهم في عداد (المُعسلين) إنما هم وقعوا في شراكها نتيجة مجارة صديق للتسامر والحديث معه أو بفضل تأثيره الأقوى، وليس حباً في (الشيشة) لذاتها، تحيد هؤلاء ليتراجعوا عن الاستمرار في البحث عن (بدائل للمقاهي) هو (مكسب)، لأن البحث عن بدائل هي مشكلة تحتاج لبرامج وخطط أخرى لمنع انزلاق شبابنا وفتياتنا في (أخطاء أكبر).
كنت أتمنى أن بعض الجمعيات والمنظمات التي تملك (ميزانيات) ومكاتب منتظمة ودعم من أجل محاربة التدخين قامت بهذا (الدور مبكراً) لأنه من صميم (مهامها) في حماية المجتمع والاستفادة من قرار حظر (مقاهي الشيشة) لتعمل وتنطلق بقوة (للتوعية وتعزيز الإقلاع) بين أوساط الشباب مستفيدة من (تفعيل) قانون الإغلاق.
للأسف ارتبط مفهوم بعض (جمعيات مكافحة التدخين) بأسلوب تقليدي بعرض تلك (الرئة) المتضررة من النيكوتين والقطران على منضدة خلفها مجموعة من (استاندات الرول أب) للمشاركة في المعارض المدرسية أو المجمعات التجارية والسلام ختام.
أعرف أن لدى البعض حساسية أو (فوبيا) المقارنة، ولكن من حقّنا أن نسأل لماذا تتفوق علينا الجمعيات والمنظمات التطوعية (الغربية) في برامجها التوعوية؟.. ولماذا هي مبهرة..؟.
إجابة السؤال يجب أن يبحث عنها مجلس إدارة كل جمعية أو منظمة تطوعية أو خيرية تريد أن (ترتقي بمجتمعها) أو تحاول تغيير (سلوك خاطئ) لدى بعض أفراده، بدأ من التخطيط السليم واستقطاب الخبرات (المتقاعدة) والفاعلة، والدعم المادي المناسب، واختيار نوعية محددة من العاملين النشيطين المتفرغين لتحقيق أهداف (مُبرمجة) متفق عليها، دُرست بعناية، مع قابليتها للتكييف مع مستجدات الأحداث.
لم يعد مجدياً نظام من يبدأ يومه متأخراً ليقول (هاه يا شباب.. وش عندنا اليوم؟).. فتلك مرحلة (انتهت) واستبدلت (بخطط) تُرسم بالساعات والأيام، ونتائج يتم تحليلها لمعرفة أفضل الطرق وأسرعها تأثيراً.
شكراً لكل سيدة تفوقت علينا بفكرة أو شاركت أو ساهمت في إطلاق (عيشة بلا شيشة).
وعلى دروب الخير نلتقي،،،
fahd.jleid@mbc.netfj.sa@hotmail.com