لا أعتقد أنه يوجد على هذا الكوكب الذي نعيش فيه من هو أوقح وأجبن من الصهيوني العتيد نتن يا هو رئيس وزراء إسرائيل، فوقاحته تفوق كل تصور، وهو يؤمن بأنه يجب على كل إنسان أن يكون خادما مطيعا لإسرائيل، وما لم تكن كذلك، فإنك تعاني من خلل ما!، ولذلك فإنه شخصية غير محبذة في أمريكا، وذلك على الرغم من العلاقات الوطيدة والتاريخية الخاصة التي تربط الولايات المتحدة وإسرائيل، فسمعته السيئة تسبقه في كل مكان، ولذا فإن المسؤولين الأمريكيين يتحاشون لقاءه، إلا عندما تكون الحاجة ملحة، لكنهم يعلمون أن إبداء مشاعرهم علنا تجاهه ستكون عواقبه وخيمة، إذ إنه يعني أن تكون على القائمة السوداء لمنظمة ايباك العنصرية - الراعية الرسمية لنتنياهو -، ويعلم السياسيون الأمريكيون جيدا ماذا يعني أن تكون على تلك القائمة، ومع كل ذلك، فإن بعضهم اضطر إلى التصريح عن عدم ارتياحه لنتنياهو ولو تلميحا أو سرا، وكان أحد هؤلاء هو الرئيس أوباما، وذلك على الرغم من رزانته، ودبلوماسيته، وحنكته السياسية، ولكنه في مواجهة نتنياهو!.
ذات مرة من عام 2011، وأثناء اجتماع قمة العشرين، سمع الإعلاميون حديثا مقتضباً - سرياً - دار بين الرئيس أوباما والرئيس الفرنسي الأسبق ساركوزي، إذ قال ساركوزي إنه لا يطيق نتنياهو لأنه كذاب، فرد أوباما عليه قائلاً: «إنك لا تطيقه، فماذا يقول من هو مثلي يضطر للتعامل معه كل يوم!»، ومع أنه تم الاتفاق مع الصحفيين على أن يحتفظوا بسر تلك المحادثة السريعة، إلا أنها تسربت على أي حال، ولعل هذا ما جعل نتنياهو يدعم المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية السيد ميت رومني بشكل علني وواضح، وقد ساءت العلاقة بين أوباما ونتنياهو بشكل كبير خلال الأشهر الماضية لدرجة أنه أشيع أن الأول رفض أن يلتقي الثاني في مدينة نيويورك، وذلك خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ولكن أوباما «سيضطر» للتعامل معه علي أي حال، وربما لمدة طويلة!.
عندما خرج نتنياهو على الشاشة ليتحدث - بطريقته البائسة في استدرار العاطفة - عن الجرائم التي يرتكبها الإرهابيون من سكان غزة ضد إسرائيل، تذكرت على الفور تصريحاته أثناء حرب تحرير الكويت، إذ عندما كانت بغداد تحترق، والعراقيون يموتون تحت لهيب القنابل الحارقة، كان نتنياهو يخرج على القنوات الأمريكية متحدثا عن الرعب الذي يعيشه سكان إسرائيل، وعن والده ووالدته الكبيرين في السن، اللذين قد يموتان في أي لحظة!، إذ إن هذا هو نتنياهو، لم تغيره السنون، فكل شيء في هذه الدنيا يجب أن يتمحور - حسب عقيدته الصهيونية - حول إسرائيل، وأمن إسرائيل، وليذهب كل العالم بعد ذلك إلى الجحيم، وقبل أن نختم نؤكد على أنه يجب التفريق بين اليهودي، والصهيوني، فهناك بعض اليهود ممن لا يؤمن بشرعية دولة إسرائيل، مثل المفكر الكبير نعوم تشومسكي.
فاصلة: «بالنسبة لإسرائيل ومن يدور في فلكها فإن «حماس» حركة إرهابية تريد تدمير إسرائيل!... الواقع الحقيقي هو أن حماس حركة تحرير وطنية تم انتخابها ديمقراطيا من قبل الشعب الفلسطيني، وتؤمن بالسلام وبحل الدولتين».. نعوم تشومسكي.
ahmad.alfarraj@hotmail.comتويتر @alfarraj2