|
حاوره - محمد العيدروس:
قطع معالي الرئيس العام لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الدكتور عبدالعزيز آل الشيخ.. الشك باليقين حول وجود ملفات للإعلاميين والصحفيين داخل دهاليز الهيئة وقال.. (قطعياً لا يوجد ذلك) فرجال الصحافة هم من يعيننا ويبصِّرنا بأخطائنا.
ونفى معاليه في حوار لـ»الجزيرة» أن تكون مناطق معينة في المملكة تتزايد بها الاحتكاكات مع المواطنين وتنخفض في أخرى.. وقال جميع مناطقنا سواسية وجميعنا مواطنون نرتهن بأوامر الملك الصالح عبدالله بن عبدالعزيز.
وحول أداء رجال الهيئة في موسم الحج.. قال الدكتور آل الشيخ دورنا توعوي وتبصيري فقط. نافياً في هذا الصدد دخول مخيمات أو مواقع أو تفتيش زوار أو حجاج. وشدد الدكتور آل الشيخ على حاجة الجهاز للمرأة وتوظيفها سريعاً.. وقال «سوف تعيننا على المواقع التي لا نتمكن من دخولها».
وعن التغييرات القيادة في «الهيئة» أوضح معاليه حدوث تغييرات بسيطة بهدف التطوير والتحديث، كاشفاً في هذا الصدد عن أن رجال الهيئة يعالجون 95% من القضايا التي يباشرونها بالستر السريع.
إلى نص حوار معالي الرئيس العام لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
- كنتم في موسم الحج (بشكل جيد) وشاركتم مع بقية الأجهزة، كيف سارت الأمور؟
- وجدت ما يثلج الصدر والخاطر من أداء وتواصل متقن مع ضيوف الرحمن من الحجاج.. لمست تفانياً من المشايخ في أداء الواجب نحو الزوار.. لديهم التزام بتعليمات المليك المفدى وولي عهده التي تتضمن العطاء والبذل وحسن الأداء. ومحققين نظرته الأبوية الحانية مع الالتزام بشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفق السنة النبوية والدعوة إلى الله باللين والمحبة والحكمة والأناة.
رجال الهيئة الميدانيون قدموا نماذج مضيئة في التعامل مع الحجاج والزوار دون تميز أو استثناء وأخذوا بأيديهم إلى ما ينجيهم من الوقوع في الأخطاء وبعض الممارسات التي تنافي تحقيق التوحيد الخالص، سواء جهلاً أو قلة معرفة في بعض الحالات.
كان زملاؤنا -رجال الهيئة- خلال موسم الحج وفي المشاعر المقدسة يؤدون العمل لساعات طوال بلا كلل أو ملل، لإرضاء الله وولاة الأمر، ويأملون أن تظهر خدمات بلادنا المباركة بوجه مشرق يليق بها، والذي يحقق رؤية الملك الصالح عبدالله بن عبدالعزيز وأهدافه النبيلة في أن نكون سراج نور وميزان عدل في خدمة الحجيج على الوجه الذي يرضى المولى عز وجل.. رجال الهيئة -وبدعم ورعاية المليك- أدوا الرسالة خلال موسم الحج بشكل يرضي الجميع.
- ولكن هل حدثت احتكاكات ما مع الحجاج أو الزوار.. نتيجة سوء فهم من قبلهم؟
- لم يتم -بحمد الله- حدوث ملاحظات أو ظواهر أو حدوث احتكاك ما بين أحد منسوبينا وأي حاج..
أنا شخصياً التقيت (على الطبيعة) بالعديد من ضيوف الرحمن وتجولت في مواقع عديدة على الأرض ولمست دعوات صادقة من قلوبهم نحو الملك الصالح عبدالله بن عبدالعزيز، ونحو ما تقدمه المملكة لهم. وأن تبقى هذه البلاد المباركة معقلاً للإسلام والمسلمين.. وأسأل الله تعالى ألا يحرم خادم الحرمين الشريفين من ما سمعته من دعاء خالص من وفود الحجيج له، وأن يجعل هذه الأعمال الصالحة التي يؤديها لصالح الحجاج بلا منّة أو أذى في ميزان حسناته وأعماله.. هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تؤدي الرسالة على الوجه الذي يرضي الله سبحانه وتعالى والمليك.
- وهل من صلاحية رجال (الهيئة) الدخول إلى مخيمات ومواقع الحجاج وتفتيشهم ذاتياً؟
- دور الهيئات هو التوعية والتوجيه فقط، وأداء الخدمة لمن أرادها منهم.. نحن نعاون الحجيج ونقوم بتبصيرهم نحو بعض الأمور التي قد تخفى عنهم، ولك أن تعلم أن جميع الملاحظات التي يقدمها رجال الهيئة لزوار الحرمين الشريفين في مكة المكرمة أو المدينة المنورة هي محل قبول ورضاء من كثير منهم. ولم يصادف رجال الهيئة أي موقف يخالف، أو حالة بها مضايقة لهم أو ضدهم.
- ولكن دعني أسأل معاليك.. هل صادرتم أشياء معينة أو كتباً أو أدعية برفقة الحجاج أو الزوار؟
- إطلاقاً.. لم نصادر أي متعلقات بهم وليس هذا دورنا.. قد توجد في المواقع التي يقوم الحجاج والزوار بزيارتها كالجبال والمواقع الأثرية والتاريخية، أمور محرمة وشركية في العقيدة أو بعض الطلاسم والخطابات والصور أو العقد أو الملصقات ويسارع رجال الهيئة بإزالتها كإجراء وقائي وحتى لا يقع بقية الزوار في نفس تلك الأخطاء التي وقع بها من ارتكب هذه الأمور.
أما قضية تفتيش الحجاج أو الزوار أو الدخول عليهم في مواقعهم أو مخيماتهم فلم ولن نقوم بذلك نهائياً.
- في مناطق المملكة بشكل عام.. تتفاوت قضايا الهيئة وصدامات أو مشكلات مع المواطنين ومازالت هناك مناطق تكثر بها مواجهات وأخرى تنقص.. لماذا؟
- قد اختلف معك هنا.. ليس لدينا مناطق (معينة) في المملكة تكثر بها احتكاكات بين المواطنين ورجال الهيئة.. لم نر ذلك أو نسمع به على الأرض لكنه (وهو ما لا يخفى عليك) فإن رجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يعملون بالميدان.. والميدان رحب وواسع ويحتكون بكثير من الناس والأطياف الذين يختلفون في مشاربهم وعقولهم وعاداتهم وثقافاتهم. ولذا فطبيعي أنه قد يحدث احتكاك بسيط بينهم ولكن رجل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يتجاوز عن ما يحصل له، وبعض الأحداث التي قد تفتعل أو محاولة استثارته يحاول جاهداً الترفع عنها.
وقد بينت كثيراً (لرجال الميدان) أن عليهم التحلي بالصبر والحكمة والأناة وأن بعض الاحتكاكات قد تكون مفتعلة لإثارة أمر ما.. ولكن (بشكل عام) فإن رجال الهيئة يتجاوزون هذه الأمور.
أؤكد لك عدم وجود مصادمات أو احتكاكات مباشرة وهذه أمور وقضايا لا أقبل ولا أرضى بها نهائياً. وجميع المناطق سواسية، فالرياض مثل تبوك مثل القصيم والمدينة المنورة. كلنا دولة واحدة وجميعنا مواطنون تحت إمرة الملك الصالح عبدالله بن عبدالعزيز.
قد تحدث أخطاء، ونحن لدينا أخطاء في التطبيق وهذا بالإمكان تجاوزه وعلاجه، وثق تماماً أننا لو وجدنا خطأ في التطبيق نحقق في ذلك (بشدة).. وإذا كان خطأ (اجتهادياً) وليس بجسيم نقوم بتنبيه العضو الميداني وإحاطته بما ارتكبه من أخطاء.
وفي حالات معينة (إذا كان الخطأ جسيماً) هناك إجراءات معينة تتم بحق المتجاوز سواء كان من أعضاء الهيئة أو المواطنين.. علماً أن هناك أخطاءً عديدة ترتكب بحق رجال الهيئة في الميدان ويتغاضون عنها.
وأقول لك.. أنه في حدود 95% من الحالات التي تتم مواجهتها في الميدان نطبق مبدأ الستر عليها أو التغاضي. وبنسبة الـ5% تنقسم إلى أقسام أخرى، فمنها ما يرفع للجهات المختصة ومنها ما تتم معالجته آنياً ويشمل بالستر بإجراءات سريعة وحازمة.
(بكل فخر) أؤكد أن جهاز الهيئات يسير في إطاره الصحيح ووفقاً للمنهج السوي وبسنة نبينا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم.
وعمل الهيئة - كما لا يخفى على أحد - قسمان، الأول عمل استباقي، وهو التوعية ومحاولة إعانة الناس على عدم الوقوع في المحظور، والآخر عمل ضبطي؛ لضبط من يقع في المنكر بقصد.
- معاليكم سارعتم لفتح جسور محبة مع عموم وسائل الإعلام، هل ما زالت لديكم (في الهيئة) تحفظات أو خطوط حمراء تجاه بعض الصحف؟ وهل ما نسمعه عن وجود (ملفات) لبعض الإعلاميين ما زالت موجودة في دهاليز الهيئة؟
- أولاً، أنقل عني شخصياً شكري وامتناني لجميع رجال الإعلام والصحافة بلا استثناء؛ فقد قدموا لنا خدمات جليلة، ساعدتنا على أداء رسالتنا على الوجه المرضي لله سبحانه وتعالى.
ورجال الصحافة والإعلام أبناؤنا وإخواننا وزملاؤنا، وليسوا من كوكب آخر، ونحن حريصون عليهم، وهم كذلك.
وأنتم أيضاً مثلنا تقومون بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من خلال قول الحق والانتقاد الصحيح والملاحظات التي تستدركونها على أي جهاز من الأجهزة، بما فيها (نحن).
أنا شخصياً أعتقد أن الإعلام هو المرآة التي نرى من خلالها أنفسنا وما نقدمه. شكراً لهم جميعاً.
وثق بأننا ليس بيننا وبينهم أي ملفات، وكلانا في سفينة واحدة، نأتمر بأمر المليك الصالح عبدالله بن عبدالعزيز، وتحت لواء المملكة العربية السعودية. وبالمناسبة، فإن رجال الإعلام هم الذين أعانونا على بناء جسور التواصل مع جميع شرائح المجتمع، وأعانونا على نشر الفكر الصحيح والتوعية الممنهجة على ضوء القرآن والسنة النبوية.
(الإعلام) - يا سيدي - هو الذراع القوية لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
- التقيتم المليك المفدى في مناسبات عدة، بماذا كان يوصيكم دائماً؟
- خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - ودون مبالغة أو مزايدة يذكِّرني بالرعيل الأول من ولاة الأمر المسلمين، الذين خدموا الإسلام، وراعوا رعيتهم بما يرضي الله.
خادم الحرمين الشريفين إذا ما استمعت إلى توجيهاته وجدت أنه الأب الحاني، والإمام والملك العادل، والرجل الصالح مع بصر وبصيرة فيما يأمر به وينهي عنه.. موافقاً لشرع الله تعالى منهجاً وسُنّة نبيه - صلى الله عليه وسلم -.
دائماً يحثني على التمسك بالسنة والثوابت..
الملك عبدالله بن عبدالعزيز حريص على المواطنين كافة دون استثناء.
الملك عبدالله حريص على كل من يسير على هذه البلاد المباركة.. يوجهني دوماً ورجال الهيئة بالتعامل الحاني والإنساني والستر.
- قمتم - معالي الشيخ - بإجراء تعديلات في بعض المواقع القيادية للهيئة، ما آلية ذلك؟
- نعم، هذا صحيح، ولكن هي تعديلات بسيطة بهدف الاستفادة من الأشخاص البارزين، ونقلهم لمواقع أخرى بهدف تطويرهم.
كما نستفيد من الأشخاص (أصحاب الرتابة) في مواقع سلكت المنهج القوي ممن سبقوهم وفقاً لمنظومة تطويرية متكاملة.
وعموم هذه التنقلات تتسم بالشفافية والرضا من جميع الزملاء في الجهاز، وهم كلهم جند لهذا الوطن، ولا يسخطون على انتقالهم من موقع لآخر؛ فشعيرتهم إرضاء الله.
- هل لديكم نساء يعملن سوياً مع رجال الهيئة؟ وهل تمانعون في توظيفهن؟
- المرأة كثر الحديث والجدل حولها. نحن ندرس وضع المرأة، وأكرر بشدة أن الرئاسة العامة لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في حاجة ماسة إلى عمل المرأة لخدمة مثيلاتها فقط.
ولن تعمل المرأة مع الرجال، ولن تكون في موقع به رجال، ونثق تماماً بأنها ستؤدي خدمة جليلة للنساء؛ لأن هناك مواقع نسائية يمكن أن تقدم من خلالها الهيئات خدمتها إلى من يرتدنها من خلال بنات جنسهن من النساء.
نحن في حاجة ماسة إليهن، ونأمل بأن يكون توظيفهن سريعاً.
وأنتم خير من يعلم أن هناك أماكن لا نستطيع نحن رجال الهيئة دخولها، وتأتينا ملاحظات وشكاوى من مواطنين حول قضايا لا تسر، ولا أرغب في إفشائها؛ لأنها ليست من المصلحة.
ولكن لو كان لدينا نساء يدخلن إلى مثل هذه المواقع النسائية ويقُمن بالتوعية والتوجيه، والأخذ بأيدي مثيلاتهن للحق، لرفعن عنا مشقة كبيرة من هذه الأعمال، لعل أقلها يخصُّ من يقعن ضحايا الابتزاز.
- أبوابكم مفتوحة - حسب معلوماتنا - هل ترصدون شكاوى وتظلمات كثيرة من المواطنين والمقيمين؟
- خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أمرنا دائماً بأن تكون أبوابنا مفتوحة باستمرار، وأن نقوم باستقبال المواطن والاستماع إلى شكواه، وأن نعمل جاهدين في سبيل إعطائه الحق الطبيعي الذي يستحقه.
نحن نأتمر بأمر خادم الحرمين الشريفين الذي ولانا، وهو الحريص على أبنائه المواطنين، وهو الحريص على تحقيق العدالة بين أبنائه المواطنين، وإقامتها بالشكل المرضي والشرعي الذي يرضي الله سبحانه وتعالى ثم يرضيه، وهو - أيده الله - الحاني المتتبع لجميع القضايا التي تمس المواطن وحاجاته.
جميع أبواب الهيئة ومكتبي مفتوحة، وتستقبل كل مواطن أو متظلم.
وأؤكد لك بكل سعادة أن جميع القضايا التي رُفعت في السابق، وكان بها تظلمات من مواطنين، انتهت، ولم أعد أسمع منذ أشهر عن أي شكوى على أي عضو من أعضاء الهيئة من قِبل مواطن أو مقيم في جميع مناطق المملكة، ولا يوجد لدينا أي قضايا عالقة أو قضايا منظورة - ولله الحمد -.
ولأكون معكم صادقاً.. الجميع انضبط، وعرف حقوقه وواجباته، سواء المواطن أو العاملون في الهيئة في الميدان.
وقد يكون للدورات التدريبية العديدة التي تم تنفيذها لرجال الهيئة أثرٌ بالغٌ، إلى جانب تطبيق الأنظمة والتعليمات بعدل وشفافية على الجميع، ودون استثناء.
لدينا أيضاً قسم متخصص لمتابعة موظفينا، واستقبال أي شكاوى بحقهم، وقد تأكد لي عدم وجود أي شكاوى منذ أشهر.