|
بقلم أنتوني غولدبلوم وميراف بلوتش(*):
حان الوقت لتستقدم المؤسسات عضواً فعالاً جديداً إلى فريق مديريها التنفيذيين الكبار، وتأتي برئيس بيانات.
وتحظى حزم البيانات الضخمة باهتمام غير مسبوق، في ظل استثمار أكثر من مليار دولار فيها خلال السنة الماضية فقط. إلا أن معظم الشركات الكبرى اليوم نشأت في حقبة سابقة لبروز حزم البيانات الضخمة. وبالنتيجة، يفصل عدد كبير منها بين القسم المسؤول عن جمع البيانات وتخزينها واستخراجها في المؤسسة، وبين القسم المسؤول عن استخدامها، ما يصعّب تطبيق الحلول البيانية في أرجاء المؤسسة كافة.
ومن هنا ضرورة استقدام رئيس بيانات، حيث إن استغلال بيانات شركة إلى أقصى حد ممكن يتطلب إشرافاً وحماسة تبشيرية عند أعلى مستويات الإدارة. وسيكون رئيس البيانات مسؤولاً عما يلي:
* رصد كيفية استعمال البيانات لدعم أهم أولويات الشركة: من شأن البيانات أن توفر الدعم في مجالات كثيرة من عملية اتخاذ القرارات – بدءاً من الأمور التكتيكية (كنوعية العناصر التي يجدر ربطها في ما بينها) ومروراً بالأمور الاستراتيجية (كالتساؤل حول ما إذا كان يجدر افتتاح متجر في موقع معيّن). ويمكن استعمال البيانات في أحيان كثيرة لتعزيز أهم وظائف الشركة، ولكنّ معرفة كيفية القيام بذلك تتطلب شخصاً مدركاً لنفوذ البيانات وأولويات الشركة في آن.
* التأكد من أن الشركة تجمع البيانات الصحيحة: يقوم أحد الشروط المسبقة لاتخاذ قرارات بتوجيه من البيانات على جمع البيانات الصحيحة. وبالنسبة إلى رئيس البيانات، قد يعني الأمر التأكد من أن العمليات الجارية تحظى بالأدوات الضرورية ومن أنه يتم رصد وتخزين البيانات الضرورية.
غير أن ذلك ليس سوى الخطوة الأولى. وفي بعض الحالات، من الضروري العثور على البيانات الضرورية عبر الاختبار. ويندرج اختبار أ/ب إلى حد كبير ضمن ثقافة شركات الإنترنت الناشئة في «سيليكون فالي»، ولكنها لم تشق طريقها بعد إلى الشركات الأميركية.
* التأكد من أن الشركة موصولة بشبكة الإنترنت لاتخاذ قرارات موجهة من البيانات: يتطلب اتخاذ قرارات موجهة من البيانات سلسلة من الخطوات التي تُطلق عليها تسمية «خط إنتاج البيانات». ومن الضروري أن يتم جمع المعلومات، وتخزينها، وتطهيرها، وتحليلها، وفي بعض الحالات تصورّها. وتتأتى عن هذه العملية في أحيان كثيرة حلول حسابية من الضروري إدراجها في إجراءات سير العمل، علماً أن مسؤولية إنشاء خط إنتاج بيانات ستُلقى على عاتق رئيس البيانات، ما يخوّل الشركة الانتقال بهدوء من الجمع إلى التبصر.
لقد حلّت علينا حقبة حزم البيانات الضخمة، ولكن إدراك قدراتها سيتطلب مشاركة من المبتكرين في «سيليكون فالي»، الذين يطورون حلول بيانات لمؤسسات من شأن الاستفادة من هذه الأخيرة. ويُعد تعيين رئيس بيانات أهمّ أمر تُقدم عليه شركة لتحقيق الوعد المرتبط بحزم البيانات الضخمة.
(*) أنتوني غولدبلوم هو مؤسس ورئيس تنفيذي لشركة «كاغل» للتكنولوجيا الواقع مقرها في سان فرانسيسكو، التي تلجأ إلى مسابقات نماذج التوقع لحل مشكلات في مجال علم البيانات. وقد دخل قائمة «فوربس» التي تشمل «ثلاثين شخصاً ما دون الثلاثين» في مجال التكنولوجيا. أما ميراف بلوتش، فمستثمر مع «سكوير بغ فنتشرز»، وكان في السابق مستشاراً لشركة «كاغل»).