|
الجزيرة - الرياض:
زار صاحب السمو الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان آل سعود، رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع، موقعي العمل لمشروعي شركة صدارة للكيميائيات (صدارة)، وشركة أرامكو السعودية توتال للتكرير والبتروكيماويات (ساتورب)، يوم الثلاثاء 28 ذو الحجة 1433هـ (13 نوفمبر 2012م) وذلك للاطلاع على سير العمل والذي يجري بحسب الخطة المُعَدَّة ومراحل التنفيذ التي وضِعت للانتهاء منهما في الوقت المقرر بإذن الله. ورافق سموه في جولته، رئيس أرامكو السعودية، كبير إدارييها التنفيذيين، خالد بن عبدالعزيز الفالح، وعدد من مسؤولي الشركة.
ولدى وصول سموه لموقع شركة صدارة استمع لشرحٍ عن المشروع والذي سيصبح بعد إنجازه، بإذن الله، أكبر مرفق للكيميائيات من نوعه في العالم يتم بناؤه دفعة واحدة. وهو مشروعٌ مشترك بين أرامكو السعودية وشركة داو كيميكال كومباني (داو كيميكال)، لإنشاء وتملك وتشغيل مجمع عالمي المستوى ومتكامل لإنتاج الكيماويات في المدينة الصناعية الثانية بالجبيل.
وستسهم (صدارة) بدرجة كبيرة في تنويع الأنشطة الصناعية في المملكة، كما أن مجموعة منتجاتها ستؤدي إلى ظهور أنشطة جديدة تحقق قيمة مضافة من الموارد الطبيعية الوفيرة في المملكة وتوسع نطاق صناعاتها الكيماوية القائمة، بينما سيلعب هذا المشروع المشترك دورًا محوريًا في دعم استراتيجية المملكة الرامية إلى التحول في المستقبل، ليس فقط إلى مجرد منتج للكيماويات واللدائن، وإنما إلى مركز للصناعات التحويلية. وبالاستفادة مما تملكه شركة داو من تقنيات حديثة وما تتمتع به أرامكو السعودية من قدرات عالمية في مجال إدارة وتنفيذ المشاريع، فستنتج وحدات التصنيع التابعة لهذا المشروع وعددها 26 وحدة، مجموعة كبيرة من المنتجات عالية الأداء مثل مركبات البولي يوريثان (مركبات الآيزوسيانات وبوليول البولي إثير)، وأكسيد وغلايكول البروبيلين، وأنواع المطاط الاصطناعي (الإيلاستومر)، والبولي إيثلين منخفض الكثافة الخطي وغير الخطي، وغلايكول الإثير، ومركبات الأمين. وستسوِّق شركة صدارة ذاتياً المنتجات في نطاق جغرافي يضم ثماني دول تشمل المملكة، فيما ستستعين بخبرات شركة داو كيميكال التسويقية العالمية في التسويق والبيع بالنيابة عن صدارة في باقي أنحاء العالم.
ومن المتوقع أن يبدأ تشغيل أولى الوحدات الإنتاجية خلال النصف الأول من عام 2015م، على أن تكون جميع الوحدات قد دخلت مرحلة التشغيل في عام 2016م. واستعداداً لذلك، فقد وظفت (صدارة) 1000 سعودي حتى هذه الفترة، ضمن خطة ترمي إلى توظيف ثلاثة أضعاف هذا العدد خلال الأعوام الثلاثة القادمة.
كما شملت الجولة الاطلاع على سير العمل في مشروع عملاق وهو مشروع شركة أرامكو السعودية توتال للتكرير والبتروكيماويات (ساتورب)، وهو مشروع مشترك بين أرامكو السعودية وشركة توتال الفرنسية، تشهد من خلاله المملكة بناء أول مجمع تكرير وبتروكيماويات تحويلي متكامل لمعالجة 400 ألف برميل في اليوم من الزيت الخام العربي الثقيل، في المدينة الصناعية الثانية بالجبيل. وسينتج المجمع أنواعًا عالية الجودة من الوقود والمواد البتروكيميائية.
ومن المقرر أن تبدأ المصفاة أعمالها في عام 2013م، حيث ستكون، عند إنجازها، واحدة من أكثر مصافي العالم تطوراً. وستقوم المصفاة بتكرير الزيت العربي الثقيل وتحويله إلى منتجات مستوفية لأكثر المواصفات صرامةً بهدف تلبية الطلب المتصاعد على أنواع الوقود الصديقة للبيئة في السوق المحلية والأسواق العالمية. وستعمل هذه المصفاة على زيادة إنتاج الديزل ووقود الطائرات إلى الحد الأقصى، إلى جانب إنتاج 700 ألف طن متري في السنة من البارازيلين، و140 ألف طن متري في السنة من مادة البنزين، و200 ألف طن متري في السنة من البروبيلين من درجة البوليمر، وهي جميعاً تخدم الصناعات البتروكيميائية في السوق المحلية والأسواق العالمية.
وسيؤدي هذا المشروع إلى إيجاد فرص للاستثمار في المراحل الصناعية اللاحقة، وإلى خلق فرص عمل جديدة، حيث تشير التقديرات إلى أن هذه المصفاة ستوجد نحو 1100وظيفة مباشرة للمواطنين في المملكة، علمًا بأن كل وظيفة من هذه الوظائف تؤدي عادة إلى إيجاد خمس إلى ست وظائف غير مباشرة.
وقد اطّلع صاحب السمو الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان آل سعود خلال جولته في هذا المجمع على تقدم أعمال الإنشاء والتشغيل المبدئي لوحدات المنافع بما فيها أعمال تشغيل مراجل إنتاج البخار.
وبهذه المناسبة، صرح خالد بن عبدالعزيز الفالح، رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين، بقوله: «نشكر صاحب السمو الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان آل سعود، وكافة مسؤولي الهيئة الملكية على تأييدهم الوثيق للمشاريع الصناعية، وتوفيرهم البيئة المُثلى للاستثمار في مدينتي الجبيل وينبع. كما نشكر سموه على مبادرته لتوسيع البنية التحتية في مدينة الجبيل، خصوصاً مشروع (الجبيل الصناعية الثانية) والذي يحتضن مشروعي صدارة وساتورب. وتأتي هذه الزيارة تجسيداً للتعاون الوثيق والعلاقة الراسخة بين الهيئة الملكية في الجبيل وينبع، وأرامكو السعودية، ما من شأنه دعم الاقتصاد الوطني من خلال المشاريع العملاقة لكليهما والتي تأتي كثمرة لهذا التعاون وتعود بالخير والنماء على المملكة من خلال توفير آلاف الوظائف وفرص العمل والاستثمار وإنشاء الصناعات المساندة، وهو حتماً ما سيعزز مكانة المملكة الاقتصادية إقليمياً ودولياً».