يحاول كل موظفي المستشفيات أن يفهموا، لماذا تطلب منهم الإدارة أن يستعدوا طيلة شهرين لاستقبال مندوبي ما يعرف بـ (JCIA) أو اللجنة الدولية المشتركة لتقييم المستشفيات، فمن المفترض أن تأتي هذه اللجنة بشكل مفاجئ، لكي تقف على الخدمات المقدمة للمرضى، بشكل حقيقي، وليس على طريقة الزيارات السرية لوزرائنا، والتي وصلت السخرية بها إلى أقصى درجاتها، حين نشر مواطن إعلاناً ترحيباً بالوزير الذي سيزور المنطقة بعد ظهر منتصف الأسبوع القادم، زيارة سرية ميمونة!!
لا أظن أن مسؤولي ما يُسمى باللجنة الدولية، يجهلون أن المستشفيات تستعد لاستقبالهم بالورود والرياحين والنظافة والتعقيم وترتيب المكاتب و المختبرات والعيادات الخارجية، وغير مستبعد أن يلعب أحد الموظفين وإحدى الموظفات أدوار المرضى، لكيلا يفشّل مرضانا إداريي المستشفى الذين يكدون ليل نهار لإظهار المؤسسة بالمظهر «المشرف»!
وما يتخذه المستشفى الكبير من الاستعدادات لاستقبال اللجنة، يتخذه بنفس الطريقة المستشفى الصغير، فلقد قرأت قبل بدء موسم حج هذا العام، خبر حصول مركز صحي بحي متواضع بمكة المكرمة، على اعتراف اللجنة الدولية المشتركة، وتستطيع اليوم أن تدخل لمستوصف أهلي متخصص في تحاليل دم العمالة، لتجد شهادة ال(JCIA) معلقة في صدر صالته.
إن الإنجاز الأهم للمستشفى، ليس ما يُنشر عنه من أخبار، بل ما يقدمه للمرضى من خدمات، دون إذلالهم و إهانتهم.