|
القاهرة - مكتبالجزيرة - أحمد عزمي:
نظّمت جامعة عين شمس بالتعاون مع الهيئة المصرية العامة للكتاب، محاضرة عن المسرح العربي في الغرب للناقد الأمريكي «مارفن كارلسون» أكّد خلالها أن إهمال الدراسات المسرحية الغربية للمسرح العربي يعود إلى أن الدول الاستعمارية كانت تقدّم ما يُسمى بتاريخ المسرح العالمي، وكانت تستثني من هذه الدراسات أي شيء يرتبط بالمسرح العربي، لقد استكثروا على المنطقة العربية أن يكون لها أي دور في المسرح.
وأشار «كارلسون» إلى أن الفكرة النمطية التي سادت في الغرب هي محاربة الإسلام للمسرح وعدم تشجيعه للأشكال المسرحية المختلفة وهذا ما أدى إلى تجاهل الغرب للمسرح العربي.
وفي سياق متصل قال إن «ابن دانيال» هو «أرسطوفان» العرب، الذي قدّم مسرحيات تشهد عبقريته، لكننا في نفس الوقت نجده غير معروف في أوروبا وأمريكا وهذا يعني أن سبب إهمال الغرب للمسرح العربي لا يعود فقط إلى نظرة الإسلام للمسرح، بل هناك أسباب أخرى. وتحدث «كارلسون» عن مسرح توفيق الحكيم والنشاط المسرحي في مصر قائلاً: إذا انتقلنا إلى القاهرة سنجد أنها كانت مركزاً للأعمال المسرحية من خلال ما قدّمه الحكيم، ففي عام 1935 افتتح المسرح القومي المصري بمسرحيات الحكيم الذي كان يعاني من قلق اللحاق بمسيرة المسرح الغربي، وفي عام 1966 تحول إلى مسرح اللا معقول، حيث قدم مسرحية «مصير صرصار».
وقال: نجد الآن علامات مبشّرة للاهتمام بما يقدمه العرب من مسرحيات عربية في «مسرح الرويال كورت» في لندن ففي أغسطس 2011 استمر «الرويال كورت» في عروضه وكان عنوانها ما بعد الربيع، من خلال عرض لـ « ليلي سليمان « حظي باهتمام كبير وعرض قطري فاز بجائزة. وتناول كارلسون صعود نجم سليمان البسام من خلال مسرحيته «ودار الفلك» المستوحاة من مسرحية الليلة الثانية عشرة لشكسبير وهي تحكي عن فرقة مسرحية تواجه مشاكل في دولة عربية ذات نظام شمولي، وأوضح أن مستوى الإخراج والأداء مبهراً لكن الفكرة فيها كثير من التحايل والافتعال. كما تحدث أيضاً عن مسرحية « خمسون» لجليلة بكار، مشيراً إلى أنها من أهم كاتبات المسرح في تونس، وقدمت عرضاً مسرحياً رائعاً عن الاضطهاد والخوف من السلطة. وأكّد الناقد الأمريكي أن المسرح العربي لم يعد مهمشاً في الغرب، بل أصبح هناك بداية وعي بوجوده بعد ثورات الربيع العربي.