أهل الغنم من أصحاب الشوارب الطويلة والمفتولة لديهم مثل قديم يقول: اللي ما يحضر عنزه تجيب له تيس! هذه مشكلتهم ولا علاقة لنا بها.

ما يهمنا هي مشكلة تتكرر من جديد لدى البشر؟! وإذا تكررت المشكلة لديك؟! فهذا دليل أنك لم تتخلص من (الخطأ) المسبب لها، ولم تعالجه بكل تأكيد, وحتماً ستسمر المشكلة!

هذا هو السيناريو الذي نعيشه يوماً بعد آخر مع وزارة الصحة في كوارث (تبديل) وأنا هنا أسميها (كوارث) لأنني عايشت تفاصيل ما تخلفه بعضها ووقفت على أضرار إنسانية واجتماعية ونفسية لا يمكن تخيلها عن حجم (المأساة) من جراء هذه الأخطاء المدمرة!.

آخر استبدال خاطئ وقع نهاية الأسبوع الماضي في (مستشفى بيشه) لمولودتين، الحمد لله أن الكارثة لم تستمر أكثر من (6 ساعات) ولأسباب (غير معروفة) طُلب من كل (أب) و(أم) العودة (بمولدتهما) للمستشفى لإجراء الفحوصات المخبرية اللازمة، والتأكد من مطابقتها، وهو ما حدث، بحسب ما قاله الناطق الإعلامي لصحة بيشة (لصحيفة عكاظ) يوم أمس الأول!.

كيف يمكن وقف استمرار هذا (المسلسل المؤلم)؟!.

وزارة الصحة اتخذت (حزمة) من الإجراءات الصارمة وضعت أساور (للأم) و(للمولود)، جهزت غرف الحضانة (بكاميرات مراقبة)، وضعت حراسات مشددة وبوابات (آمنة) للدخول والخروج من ( أقسام الولادة)، لكن المشكلة تستمر في كل مرة، إذا المشكلة ليست تقنية الآن بل هي بشرية!.

حيث يبدو أولاً: أن (القابلات) أو الممرضات في غرف الولادة والحضانة إما أنهنّ غير متخصصات ومدربات، أو غير مباليات (مين ابن مين) لعدم وجود قوانين صارمة ومراقبة متواصلة وعقوبات رادعة، وهو تفسير ما يحدث؟!.

يا ليت وزير الصحة يفكر في التعاقد مع أمثال الممرضة البريطانية (جين كولكلاو) التي أمضت نحو 60 سنة في الخدمة (كممرضة) في المستشفيات البريطانية دون أي خطأ، لعل ممرضات وزارة الصحة يستفدنّ!.

العنصر (البشري الثاني) هو الأب: الذي يجب أن (يختار) بين الرضوخ لعادات وتقاليد مُعيبة عند (انتظاره) بجوار غرفة الولادة، فكيف بمن يمسك بيد زوجته (داخلها)، وبين احتضان طفله (الحقيقي) طول عمره!.

الخيار المناسب ذكره صاحب (العنزات) أعلاه!.

وعلى دروب الخير نلتقي.