فجأة ودون سابق إنذار، بدأت إسرائيل هجوماً شرساً على قطاع غزة، واستهدفت أحد أبرز قادة حماس السيد أحمد الجعبري، إذ قال المتحدث الرسمي لرئيس الوزراء الإسرائيلي نتن يا هو: إن إسرائيل اغتالت أحد قادة حركة حماس الإرهابية!، وكانت إسرائيل قد اغتالت -بذات الطريقة- أبرز القادة الفلسطينيين خلال السنوات الماضية، أبرزهم خليل الوزير (أبو جهاد)، والشيخ أحمد ياسين، وعبدالعزيز الرنتيسي، فلماذا تم اغتيال هؤلاء دون غيرهم؟
وهل يعني هذا أن الاغتيالات الإسرائيلية هي التي تفرز لنا الفلسطينيين، أي أننا نعرف الفلسطيني المخلص، ونعرف من هو دون ذلك عن طريق تلك الاغتيالات؟، إذ يبدو أن الأمر كذلك، فمن الظلم أن تقارن الشخصيات التي تاجرت بالقضية من أمثال دحلان، الذي لم يتورع عن نشر صوره مع القادة الإسرائيليين وهم يحتسون أنخاب الصداقة، مع المقاومين الحقيقيين، والذين لا يكاد أحد يعرفهم قبل أن تمزق القنابل الإسرائيلية أجسادهم، ومن يقرأ تفاصيل اغتيال أبي جهاد في تونس عام 1988، يعلم أن أمر الاغتيالات ليس شأناً إسرائيلياً خالصاً، فهناك أطراف كثيرة تشارك في هذه الجرائم، فمن هي هذه الأطراف؟!
كل التسريبات، والتي تصل مرحلة الحقائق، تشير إلى أن هناك أحداً ما، على الأرض، يزوِّد الإسرائيليين بالإحداثيات المطلوبة، والمعلومات اللازمة لتنفيذ تلك الاغتيالات، وما يقال غير ذلك فهو محض حديث لا وزن له، وسبق أن تم القبض من قبل السلطات الفلسطينية، وفي عدة مناسبات مختلفة على بعض من قيل إنهم من الخونة المتعاونين مع السلطات الإسرائيلية، ولكن يظل السؤال قائماً حول الانتقائية في هذه الجرائم، والدلالات التي تحملها فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وتطوراتها، ومستقبلها، إذ ما دام الأمر كذلك، فإن القضية ستراوح مكانها لعقود مقبلة، طالما أن المواطن الفلسطيني المخلص سيلاقي مصيره المحتوم، ومن هو دون ذلك -حتى لا أستخدم عبارة قاسية- يستفيد من الوضع الراهن، ويعيش مع من حوله حياة باذخة ومترفة، قد لا تتوافر له حتى لو تحررت كامل أرض فلسطين!.
فاصلة: «الإنسان الذي ليس لديه مبدأ يسهل شراء ذمته بأرخص الأثمان».. اليكساندر هاملتون.
ahmad.alfarraj@hotmail.comتويتر @alfarraj2