|
يأتي المريض لعيادة الطبيب وقد اكتشف حديثا أنه مصاب بالسكري عند فحص سكر الدم بالصدفة مع صديق، أو بالعيادة عند فحص البول أو فحص الدم بغرض الاطمئنان, أو ظهور أعراض العطش أو نقص الوزن أو الاستيقاظ من النوم للتبول مرات متعددة.
ويقوم بسؤال الطبيب.. هل يمكن أن أوقف علاج السكري لاحقا؟.. ومتى؟!!
وللإجابة على هذا السؤال نبدأ بالقول إن مرض السكري من النوع الثاني.. وهو يصيب الكبار له عوامل وراثية، بمعنى أن هناك استعدادا وراثيا للشخص أن يصاب بالسكري في مرحلة ما من حياته مما يعجل بهذه الإصابة وهو زيادة الوزن والنمط الغذائي الخاطئ وقلة الحركة وعدم ممارسة الرياضة.
أبواب الخلايا مغلقة
البنكرياس وهي غدة موجودة بالبطن أسفل المعدة ولها وظائف متعددة يفرز هرمون الإنسولين المسئول عن دخول السكر لخلايا الجسم حتى يحترق ويعطي الطاقة اللازمة للوظائف الحيوية للخلايا، وفي الشخص الطبيعي الغير مصاب بمرض السكري يفرز الإنسولين بكميات تكفي لإدخال كل السكر المتواجد في الدم داخل الخلايا.
وفي الشخص المصاب بالسكري، يوجد نقص في كمية الإنسولين أو قدرته على فتح أبواب الخلايا لدخول السكر بالداخل وبالتالي يبقى في الدم وترتفع نسبته وهو يعطي الأعراض المعروفة لارتفاع السكري وهذا النقص في إنتاج الإنسولين أو كفاءته تختلف من شخص لآخر.
نمط الحياة هو السبب
في الأشخاص البالغين يبدأ الطبيب بإعطاء العلاج عن طريق الفم، مع وضع نظام غذائي خاص تزيد فيه عدد الوجبات وتقل فيه السعرات الحرارية، مع زيادة النشاط الرياضي، وقد يحتاج لأخذ الإنسولين لاحقا، ونتساءل لماذا ظهر السكري في العقدين الأخيرين بهذه النسبة التي قد تصل إلى أن شخص من كل أربعة أشخاص بالغين في المجتمع السعودي مصاب بمرض السكري والإجابة تكمن في تغير نمط الحياة من كثرة الأكل، والوجبات السريعة المشبعة بالدهون، وقلة النشاط الحركي، وعدم ممارسة الرياضة، وزيادة الوزن.
وهناك مجموعة من الأدوية التي تعطى عن طريق الفم.. منها المنظم (ميتفورمين)، والمحفز (مجموعة السلفا)، والمانع لامتصاص السكر (الاكاربوز)، والمقلل من مقاومة الإنسولين (جلوتازون)، وقد توفر في السوق السعودي الآن عقار جديد (يعمل على هرمون الإنسرتين) وهو يساعد بشكل غير مباشر في تحسين إنتاج الإنسولين من البنكرياس. أما الجديد في العالم فهناك تجارب عديدة لزراعة خلايا البنكرياس من الخلايا الجذعية ونتائجها مبشرة ولكنها تحتاج لمزيد من الوقت.
تقليل الجرعة وليس إيقافها
ونعود للسؤال الأول.. هل يمكن أن أوقف علاج السكري؟.. والإجابة تكمن في المقال من البداية عن السبب وراء السكري، ولكن بمزيد من الرياضة وتغيير نمط الغذاء ومحاولة إنقاص الوزن، والمتابعة المستمرة مع الطبيب لتلافي المضاعفات، يمكن أن يكون العلاج في أقل معدلاته.
وحدة السكري والغدد الصماء