|
14 نوفمبر من كل عام.. هو اليوم العالمي للسكري، وما أكثر المصابين بداء السكري في العالم هذا اليوم، فلقد انتشر داء السكري بصورة وبائية جعلت منه خطراً صحياً على المستوى الوطني، ومرض السكري هو السبب الأول لأمراض الكلى والفشل الكلوي، كما أنه السبب الرئيسي لبتر الأطراف، ويأتي بالدرجة الأولى بعد بتر أطراف الحوادث، ونصف عدد مرضى السكري لا يعرفون أنهم مصابون بالمرض.
السكري ضيف غريب وثقيل اقتحم مجتمعنا الآمن.. ضيف لم نكن نعرفه.. ارتفع عدد المصابين به في المملكة من 2.2% في منتصف السبعينات إلى 9.4% بعد 10 سنوات ثم إلى 12.3% في منتصف التسعينات والآن قفز إلى 24% أي أن شخص من كل أربعة مصاب بالسكري، ويصل عدد المصابين بالمرض في العالم نحو 210 ملايين شخص، ومن المتوقّع بحلول عام 2020 أن يصل العدد إلى 300 مليون مصاب بالسكري، والسبب يعود للاستعداد الوراثي وتغيّر نمط الحياة الذي يميل إلى الترفيه والبعد عن ممارسة الرياضة.
ومرض السكري الذي اشتريناه بأموالنا وتكاسلنا.. عندما كانت شوارعنا خليطاً من الحجر والتراب لم نكن نعرف (السكري) لأننا كنا نمشط الشوارع بأقدامنا العارية وكنا نمشي صباحاً على أقدامنا إلى المدارس إلى مسافة يصل بعضها إلى كيلومترات ونمارس كافة أنواع الرياضة، وكان الآباء والأجداد يتحركون بكل اتجاه.. والمجتمع كان يعيش حالة المهن والعمل اليدوي ويحرق كل شيء بدءاً من السكر والطاقة والوقت.
إن الرياضة بإذن الله هي مفتاح العافية وإن السمنة هي بوابة المرض، ولا شيء يساعد الإنسان على تجنب مخاطر الداء السكري كالمعرفة العلمية العميقة به، معرفة تقوم على فهم الأسباب تماماً ومن ثم تحديد طرق العلاج، ومن حسن الحظ أن «السكري» واحد من الأمراض التي يمكن تجنبها قبل أن تقع، والحد من خطورتها بعد الوقوع.