وتمضي الأعوام.. عام وراء عام.. فماذا يعني ذلك بالنسبة لنا.. البعض يرى ذلك مجرد تاريخ ويتغيّر.. والبعض الآخر مدعاة للتفاؤل أو التشاؤم بالضيف القادم الذي سيبقى يرافقنا لمدة 365 يوماً.. والبعض الآخر يراه لحظة فاصلة بين عام مضى وعام قادم.. وبعد كل هذا بقي لنا أن نتساءل: كيف نستقبل هذا الضيف القادم.. وكيف نتصوّر ونتأمل أن السعادة رفيقة درب لهذا الضيف القادم.
أنا مؤمن بأن البعض يستقبله بحالة خوف وترقب.. والبعض الآخر كأنه مجبور على السير إلى قدر يخشاه.. والغريب أن كل هذه التوقعات تزول بمجرد عبور أول يوم من العام الجديد.. فنحن دائماً نخشى البدايات وأعتقد أننا بحاجة ماسة إلى إعادة برمجة لنظام مشاعرنا الذي أصابه الخلل.. لقد أصيبت مشاعرنا بالصدأ العاطفي.. وتبدلت مفاهيم رائعة في حياتنا.. فأصبحنا نرى القريب بعيداً والحبيب شخصاً عادياً.. ولم نعد ندرك الشوق الذي يختفي في حنايا الصدور.. حتى الضحك الذي يغسل الهموم.. أصبح كالورم الخبيث لا بد من استئصاله.
أحبتي.. مع هذا العام الجديد.. لا بد أن نغسل مشاعرنا بماء الحياة.. لا بد أن نزرع خلايا حب وعشق جديدة.. فالقديمة قد رحلت إلى المجهول.. كل زوج عليه أن يسأل نفسه: لماذا لا أقدم لزوجتي هدية جميلة.. لأجدد معها عهد المحبة..
كل زوج يسأل نفسه.. كل مرة أخذت زوجتي إلى مكان جميل نبحر فيه معاً أجمل ذكرياتنا الماضية.. وهي تنظر إلي بعينين تشير السعادة إلى بريقها..
لماذا نسمح لمرور السنين أن يخطف مشاعر الحب والوفاء..؟
لماذا كلما نكبر في العمر نصغر في المشاعر..؟
وأنتِ سيدتي.. أنتي من يعلّم آدم الحب والرقة..
أنتِ من يعلّمه كيف يشعر وكيف يدرك أن طعم الحياة هو طعم المرأة.. وأن المرأة هي أعظم قصيدة عشق تتنفس.. وتذكري سيّدتي مع اقتراب عبور الجسر إلى عام آخر.. بأنك مهد العاطفة.. ونهر الحنان.. الذي لا ينضب.