يتحدث أعتى ديكتاتور سياسي وأكبر جزار بشري عرفه التاريخ، عن صناديق الاقتراع، وعن كونها هي من سيقرر بقاءه أو عدم بقائه على كرسي الحكم! ولو أن هناك موقفاً عربياً أو إسلامياً أو دولياً موحداً تجاه إبادته اليومية لشعبه، لما مارس هذه الغطرسة بكل راحة بال!
نحن نتحدث اليوم عن مفاهيم تخوينية جديدة، تُوجّه ضد كل من يحاول أن يطرح رأياً في حراك الشعوب ضد حكامها الطغاة. هناك من يتهم الذين حذروا من اللعب بهذا الحراك (معروف من هم الذين يلعبون دوماً في الأوقات غير الضائعة) بمحاولة تضليل الناس أو قلب الحقائق! وما لم تكن الصورة واضحة للجميع، فإن أولئك سيظلون يلعبون، غير عابئين بالضحايا، من منطلق أنهم شهداء! مساكين هؤلاء الضحايا، عاشوا طيلة أعمارهم تحت أقدام العسكر، وماتوا ممزقين مهانين فداءً لأقدام عسكر جدد، وكأنه كُتب على المواطن العربي ألاّ يعيش حياته لنفسه، دون أن يهبها لأحد!
يجب علينا أن نتجنب السير في طريق الذين يحاولون أن يُلبسوا الحراك الشعبي جلابيب مؤدلجة تناسب أهواءهم، وينزعون عنها عفويتها وتلقائيتها، لأن هذا الطريق هو وحده الذي أتاح لرئيس النظام السوري أن يتغزل بمجازره، معتبراً إياها دفاعاً عن وطنه من زمرة المتشددين! والخطير في الأمر، أنه ربما يفتح هذا الديكتاتور السفاح الطريق لغيره من السفاحين، لكي يستخدموا النغمة نفسها.