تبعاً لما كتبته في عدة مقالات سابقة تتحدث عن أهمية ترشيد الطاقة، وتُركز بشكل خاص على الطاقة الكهربائية وأهمية رفع كفاءة توليد ونقل واستهلاك الطاقة الكهربائية في المملكة العربية السعودية في القطاع الخاص والعام والقطاع الصناعي والسكني، سعدت بخبر قيام وزارة المياه والكهرباء بالمشاركة مع المركز السعودي لكفاءة الطاقة بتنظيم المنتدى والمعرض السعودي الثاني لكفاءة الكهرباء خلال الأسابيع القادمة في مدينة الرياض، وكم كنت أتمنى تلبية الدعوة الكريمة التي تلقيتها من قِبل سعادة وكيل الوزارة لشؤون الكهرباء ورئيس اللجنة الإشرافية للمنتدى والمعرض الدكتور صالح بن حسين العواجي للمشاركة في المؤتمر الصحفي المصاحب والمُعرِّف لهذا المنتدى، لولا انشغالي خارج المملكة في رحلة عمل.

الحقيقة أن الأهداف المرجوة من هذه اللقاءات والندوات والمؤتمرات التي تُركز على مبدأ ترشيد الطاقة - والتي أتمنى من المسؤولين في الوزارة والهيئات والشركات ذات العلاقة العمل على الإكثار منها - فهي بلا شك تصب في بوتقة الأهداف الإستراتيجية للخطة الوطنية لترشيد الطاقة بشتى أنواعها والتي طالبت بها وطالبَ بها الكثيرون من المهتمين في قطاع الطاقة السعودي.. فقطاع الطاقة الكهربائية

والطلب عليها خلال السنوات العشر الماضية والسنوات القادمة يُعتبر من أكبر قطاعات الطاقة نمواً وأكبر قطاعات الطاقة المليئة بفرص الترشيد سواء في قطاع التوليد أو النقل أو الاستهلاك كما تشير بذلك العدد القليل جداً (مع الأسف) من الدراسات ذات العلاقة.

وركَّزت الدعوة الكريمة لحضور المؤتمر الصحفي على أهمية دور الإعلام في نشر مفاهيم ترشيد الطاقة ونقل هذه المفاهيم وتوعية وتثقيف المجتمع السعودي، والحقيقة أن الإعلام بشتى صوره المقروءة

والمسموعة له أهمية كبرى لا يُمكن الاستغناء عنها ليس فقط، لنقل الصورة الحقيقية لواقع التبذير

والإهدار وسوء استخدام الطاقة الكهربائية الذي تعيشه المملكة العربية السعودية في وقتنا الحالي - التي حباها الله بمصادر الطاقة المتعددة - ولكن أيضاً لنشر وإيصال مبدأ أهمية الترشيد وبيان ضرورته ونقل الأفكار والتقنية المطورة التي يُمكن للفرد والمؤسسات والهيئات تطبيقها للمشاركة في هذا الهدف النبيل الذي سوف يكون له مردودٌ إيجابي على مستقبل قطاع الطاقة السعودي والاقتصاد السعودي على المدى القريب والبعيد على حد سواء.

أتمنى لهذا المنتدى من خلال المحاور الرئيسة العديدة التي سوف تُناقش خلاله والمعرض المصاحب له بالإضافة إلى الجهود التي تقوم بها وزارة المياه والكهرباء والمركز السعودي لكفاءة الطاقة النجاح لتحقيق أهدافها الإستراتيجية التي يجب أن تصب في الخطة الوطنية لترشيد استهلاك الطاقة والتي أتمنى من الله أن ترى النور قريباً.. وأتمنى أن نخرج من هذا المنتدى بتوصيات وخطة يُمكن أن تُطبق على أرض الواقع لتحسين كفاءة الطاقة الكهربائية في بلادنا وتطوير أنظمة تشجع الاستثمار في خدمات ترشيد الطاقة، ورفع كفاءتها والمساهمة الفعَّالة لبناء البنية التحتية الخدمية الداعمة لهذا المبدأ ورفع الوعي الاستهلاكي الهادف لترشيد استخدام الكهرباء في كافة القطاعات.. وأخيراً المساهمة الفعَّالة لتقوية مراكز البحوث في الجامعات السعودية للقيام بأبحاث ترشيد الطاقة ودراسات الطاقة ذات العلاقة.