مر يوم الاثنين12-11-2012م بصمت دون الانتباه له، رغم أنه اليوم العالمي لمكافحة الالتهاب الرئوي، هذا المرض الفتّاك! حيث يعتبر المرض الأول لوفيات الأطفال، بحسب منظمة الصحة العالمية، إذا علمنا أن وفيات الأطفال عام2011م فقط بلغت مليوناً وثلاثمائة طفل! وتتزايد وفيات الأطفال دون سن الخامسة لتصل إلى وفاة طفل كل20 ثانية، وتتركز الإصابات في الدول الفقيرة كجنوب آسيا والصحراء الكبرى بإفريقيا. ويكثر الالتهاب الرئوي في فصلي الخريف والشتاء.
والالتهاب الرئوي هو أحد أشكال العدوى التنفسية الحادة التي تصيب الرئتين، فتمتلئ الأكياس الرئوية بالسوائل الصديدية مما يجعل التنفس صعباً ومؤلماً، ويمكن أن يحدث الالتهاب الرئوي بسبب فيروسات أو جراثيم أو فطريات. وينتقل عادة عن طريق الهواء الملوث أو الأماكن المغلقة التي تفتقد للتهوية الصحية، كما تتسبب العدوى بانتقاله من المصاب للسليم. وتظهر أعراضه بارتفاع درجة الحرارة وضيق بالتنفس وزيادة بضربات القلب بالإضافة للسعال وآلام بالجسد.
وليس أشد من أن ترى طفلك لا يمارس حياته الطبيعية باللعب والعدو والاستمتاع بالمطر مع أقرانه لأنه يعاني من صعوبة التنفس، فيبذل جهداً ويتصبب عرقاً ويذوي جسده، وتتقطع ألماً عليه فكأنه يموت كل لحظة، وتتمنى أن تمنحه إحدى رئتيك أو كلتيهما ليتنفس دون عناء! وكم من أسرة تعاني من هذه الصور المأساوية كل عام فيكون فصل الشتاء مريراً.
ورغم سعي الدول المتقدمة للقضاء على الفيروسات المسببة للالتهاب الرئوي باعتبارها من العناصر الأساسية للإستراتيجية الرامية للحد من معدلات وفيات الأطفال ووقايتهم منه؛ إلا أن سمات هذا المرض لا تزال غير معروفة بالشكل المطلوب ويصعب الكشف عنها بسهولة، ولكنها تكافحه بالتوعية من خلال انتهاج أنماط الحياة الصحية وحث المصابين على الاستفادة من خدمات الرعاية الصحية المتوفرة. وتكمن الوقاية من هذا المرض بالنظافة والتعقيم والغذاء الجيد وتناول الأدوية الملائمة والرعاية الصحية الشاملة. ولعل من الأمور الأساسية توفير التغذية المناسبة لتحسين دفاعات الأطفال الفطرية، بدءاً من الاعتماد على الرضاعة الطبيعية طيلة الأشهر الستة الأولى وتجنب مسببات الحساسية، والانتباه لعدم مخالطة المصابين بالالتهاب الرئوي لأنه معد ومخيف.
ويعد المرض التنفسي الحاد (سارس) السيئ الذكر الذي فتك بآلاف البشر عام 2003م أحد فيروسات الإنفلونزا الموسمية، وكذلك فيروس (كورونا) ويُضاف لها مرض (إنفلونزا الطيور) وكأن الإنسان على موعد مواجهة كل عام مع عدو جديد!
يدخل هذا المقال ضمن مهام الإعلام التوعوي ومشاركة (المنشود) في المسؤولية الاجتماعية للتوعية والإرشاد الصحي.. لا ضيّق الله لكم صدرا!
rogaia143@hotmail.comTwitter @rogaia_hwoiriny