إن عالم الشاعر هو الخيال رغم أنه يعيش كغيره من الناس في الواقع. حتى المذهب الواقعي في الفن لا يكون واقعياً صرفاً بل لابد أن يُمزج بشيء من الخيال. ولذلك كان وصف القرآن الكريم للشعراء غاية في الدقة حين وصفهم بأنهم {فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ} (225) سورة الشعراء. هذا هو الحال لدى معظم الشعراء في كل عصر، والفرق بين واحدهم والآخر أن أحدهم يتغلغل عميقاً في تضاعيف الخيال والآخر لا يصل إلى تلك الأعماق.
د. إحسان عباس
من المسلم به أن الوحدة العضوية للقصيدة تقوم على أساس من الوحدة الموضوعية والوحدة المنطقية، لكنها تتجاوزهما إلى وحدة البناء الذي لا يستقل فيه جزء - سواء أكان بيتاً أو قسماً من أقسام القصيدة - عما سبقه ولحقه. وعلى الرغم من أن وحدة الجو النفسي في القصيدة من عوامل تكوين الوحدة العضوية، فإن ذلك أيضاً وإن توافر في كثير من القصائد ليس كافياً مالم يكن ثمة التزام في «ترتيب الصور والأفكار ترتيباً به تتقدم القصيدة شيئاً فشيئاً حتى تنتهي إلى خاتمة يستلزمها ترتيب الأفكار والصور، على أن تكون أجزاء القصيدة كالبنية الحية لكل جزء وظيفته فيها، ويؤدي بعضها إلى بعض عن طريق التسلسل في التفكير والمشاعر.
د. محمد بن سليمان القسومي