أحسن أمانتك التي قلدتها
طوق الحمامة ما تسر وما ظهر
لقد اتجرت على الذين تؤمهم
فاختر على الخسران ربح المتجر
قد قلدوك أمانة مضمونة
فاحذر ضمان مضيع كل الحذر
واعرف لهاتيك الأمانة قدرها
ليس الضمان بها ضمانا يغتفر
إن ترعها نالوا ونلت ثوابها
أو خنتها سلموا وأنت المؤتزر
قد قمت بين غنيمة وسلامة
فاسلك بأيهما ترى الحزم استقر
واستوف بين سلامة من فعلها
وسلامة من تركها حق النظر
فإن استطعت حقوقها وشروطها
تربت يداك اغنم فنعم المدخر
وإذا عجزت ففي السلامة مغنم
وأحق أمريك البعيد عن الخطر
وإذا تركت مع استطاعة فعلها
فالإثم بالتضييع يلزم من قدر
إن الإمامة منصب ومقامها
لمزيد إخلاص من الكبر افتقر
لا تبغها بذخا بها وترفعا
فيكبك الجبار يوما في سقر
لتكن إقامتها على الإخلاص لا
لتكون متبوعا يعظمك البشر
ومقاصد الألباب يعلم كيفها
من لا يغيب عنه مطوي الفكر
أترى يغالطه الضمير وعلمه
محص سواء من أسر ومن جهر
فهب الخداع مع البرية نافعا
أتراه عمن يعلم الغيب استتر
عمل السرائر والظواهر كله
في علم علام الغيوب قد انحصر
فارق هواك ودع لربك فطرة
محصت بالإخلاص عنها كل شر
طهر سريرتك التي آفاتها
سوء وصبغتها النقائض والقذر
أبو مسلم البهلاني العماني