|
جازان - أحمد حكمي:
تشهد منطقة جازان اليوم حدثاً تاريخياً يعلن انطلاقة التنمية الاقتصادية العالمية بالمنطقة، حيث سيرعى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير المنطقة بحضور وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي فعاليات توقيع عقود المقاولات الرئيسة لتنفيذ مشروع مصفاة جازان التابعة لشركة أرامكو السعودية والفرضة البحرية التابعة للمصفاة مع الشركات التي فازت بتنفيذ عقود المشروع بتكلفة إجمالية تبلغ 26 مليار ريال، وذلك بقاعة الاحتفالات بالكلية التقنية بمدينة جيزان.
وشدد أمير منطقة جازان على أهمية المشروع الذي حظي باهتمام خادم الحرمين الشريفين منذ بداياته في توفير فرص وظيفة لأبناء المنطقة والوطن عموماً ليتمكنوا من الإسهام والمشاركة في تشغيل وإدارة هذا المرفق الحيوي، لافتاً الانتباه إلى أن تنفيذ مشروع المصفاة جاء بعد إجراء دراسات واسعة ليكون منطلقاً للتنمية الاقتصادية الحديثة ومتلائماً مع بيئة جازان لتلافي الآثار المتوقعة على البيئة.
وقد أرسي المشروع على عدد من الشركات الفائزة مثل (شركة بتروفاك العربية السعودية المحدودة، وشركة هيونداي العربية المحدودة، وهانوا إنجينيرنق آند كونستركشن كوربوريشن، وجي جي سي كوربوريشن، وهيتاشي بلانت تكنولوجيز ليمتد، وإس كي إنجينيرنق آند كونستركشن، وتكنيكاس روينداس).
وسيكون لهذا المشروع الذي من المقرر أن يكتمل إنجازه في أواخر عام 2016م -بمشيئة الله- دور حيوي في توفير الوقود وأنواع اللقيم الأخرى والطاقة الكهربائية، حيث تبلغ الطاقة التكريرية لمصفاة جازان والفرضة البحرية التابعة لها «400» ألف برميل في اليوم، بالإضافة إلى أنه سيسهم في توفير الكثير من الفرص الاقتصادية.
وستعمل مصفاة جازان والفرضة البحرية التابعة على معالجة وتكرير الزيت الخام العربي الثقيل والزيت الخام العربي المتوسط لإنتاج الجازولين والديزل ذي المحتوى المنخفض جدًا من الكبريت، بالإضافة إلى البنزين والباراكسيلين، وسيعمل إلى جانب المصفاة والفرضة البحرية التابعة لها معمل متكامل لإنتاج الكهرباء بدورة الحرق المزدوج بفاعلية عالية لتحويل المنتجات إلى غاز بمستوى عالمي، الذي لا يزال في مرحلة التصاميم الهندسية الأولية، وستتمكن الفرضة من استيعاب ناقلات الخام الكبيرة جدًا من أجل تزويد المصفاة بالزيت الخام، بالإضافة إلى مجموعة من الأرصفة البحرية التي ستساند أعمال تصدير المنتجات المكررة من المصفاة.
وكان سمو أمير جازان قد أوضح لـ»الجزيرة» في حوار خاص قبل أشهر قليلة أن استهلاك المنطقة الجنوبية من المواد البترولية يصل حوالي 170000 برميل في اليوم، وهذا بحد ذاته سبب كافٍ لفتح مصفاة بترول في المنطقة، بالإضافة إلى موقع جازان حول مناطق مستهلكة وواعدة مثل القرن الإفريقي واليمن وجنوب شرق آسيا، وقال سموه إذا نظرنا إلى طاقة المصفاة سنجدها 400 ألف برميل وبالتالي سيكون الفائض 230000 برميل للتصدير، فلذلك تجد أرامكو تعمل على أساس أنّ الشركات التي ستستثمر في المنطقة لها مردودها وعلاقتها بالمواد البترولية والإنتاجية سواء في المدينة الاقتصادية أو في المدينة الصناعية.