يسابق النظام الإيراني الزمن لإيجاد بديل كخط دفاع يحمي ملالي إيران من الإزاحة عن حكم إيران بعد أن تكاملت كل الظروف للتخلص من نظام بشار الأسد الذي قدم أفضل الخدمات لملالي طهران تلاميذ الخميني، فأوصلهم إلى لبنان ومنحهم الهيمنة والسيطرة على سوريا وأتاح لهم التمدد إلى قطاع غزة، ولو لم تقم الثورة السورية المباركة لتواصل المد الصفوي الذي يقوم به نظام ملالي إلى باقي المناطق العربية في الشام ومصر، ولأكملوه بالتمدد الحالي في السودان واليمن من خلال جيب الحوثيين.
الآن يلملم الإيرانيون مؤسساتهم وعملاءهم في سوريا بعد أن حاصرهم الثوار السوريون العازمون على تنظيف سوريا العربية من دنس الصفويين وقطع الإمدادات عن جيبهم في جنوب لبنان وضاحية بيروت الجنوبية التي يريد الصفويون أن تكون طريقهم للسيطرة على لبنان كافة.
الإيرانيون الذين باتوا متأكدين أن (الربيع الصفوي) على وشك الانتهاء وأن الخط الأول للدفاع عن ملالي طهران سقط، عملوا منذ الشهور الأولى لاندلاع الثورة السورية على تأمين خط دفاع أول فجاء التركيز على العراق الذي يحكم من قبل أحزاب أسسها ويرأسها سياسيون من أصول إيرانية، وقد مهد النظام الإيراني لضم العراق وجعله تابعا لإيران من خلال العديد من الاتفاقيات الاقتصادية، ورغم انهيار النظام الاقتصادي الإيراني إلا أنه أصبح متداخلاً ومتكئاً على الاقتصاد العراقي الذي بدوره يعاني من سنوات الاحتلال وبدلاً من التعافي أصبح مكبلاً باقتصاد محاصر يعاني من عزلة دولية ولهذا تجد الأسواق العراقية ممتلئة بالبضائع الإيرانية رغم عدم جدواها.
ربط الاقتصاد وتدفق الزائرين الإيرانيين ومعظمهم من أعضاء الحرس الثوري مهد لأن يكون العراق النافذة التي يتم عبرها التحايل على قيود الحصار والعقوبات الاقتصادية التي فرضها العالم على النظام الإيراني، وتكاد تكون الحدود بين البلدين مفتوحة إذ يتنقل الإيرانيون بحرية صوب العراق وخاصة عبر المنافذ الحدودية في محافظات البصرة والعمارة وكردستان.
ومع اقتراب انهيار نظام بشار الأسد وسقوط الخط الأول للدفاع عن نظام ملالي إيران، كثف المسؤولون الإيرانيون زياراتهم الرسمية المعلنة إضافة إلى ما يتم من زيارات غير معلنة، فقد قام نواب للرئيس ووزراء بزيارات متتابعة إلى بغداد وصلت إلى ست زيارات معلنة التي سيعقبها زيارة لرئيس النظام الإيراني أحمدي نجاد الذي ينظر إليها العديد من العراقيين بعين الريبة لتوقيتها وعلاقتها بالضغوط الدولية التي تحاصر إيران والوضع غير المريح لنظام بشار الأسد. ويعتقد المتابعون للملف الإيراني ونظيره العراقي أن زيارة رئيس نظام الملالي في إيران للعراق ستشهد توقيع عدد من الاتفاقيات الأمنية والاقتصادية ستكبل العراق وتحوله إلى تابع لإيران وممر للبضائع التي يحتاجها إيران للمضي قدماً في تطوير برنامجه النووي كما سيمثل العراق ممراً للصادرات الإيرانية لتوفير عملات صعبة تدعم الاقتصاد الإيراني المنهار.
jaser@al-jazirah.com.sa