تناولت الصحف في مرات كثيرة، آخرها ما نشر في جريدة المدينة في العدد 18092 بتاريخ الأحد 19 ذو الحجة، تحقيقاً عن بعض المآثر الإسلامية وما تواجه من إهمال أولاً من الجهات الإسلامية مثل وزارة الشؤون الإسلامية وهيئة السياحة والآثار، وفي المقابل من سوء في التعامل معها من قبل أشخاص لا يعرفون إلا جوانب بسيطة من هذه المآثر.
ولعل من أهمها غار حراء الذي يرتبط بنشأة الإسلام وظهور الدعوة المحمدية ونزول الوحي، فمثل هذا المكان يجب أن يحظى بعناية فائقة ليس من باب التقديس أو التبرك، ولكن باعتباره منطلق هذه الدعوة ومن ثم يجب أن يعطى هذا الغار وما يحيط به اهتماماً فائقاً للحفاظ عليه ومنع العبث فيه، فمن خلال تحقيق جريدة المدينة في العدد الذي أشرت إليه، هناك صورة توضح مدى التشويه الذي لحق بالمنطقة التي يقع فيها الغار، حيث قام بعض زوار مكة من معتمرين وحجاج بكتابة أسمائهم، كما يبالغ بعضهم بتحطيم جزء من أحجاره أو صخوره للاحتفاظ بها، وعليه فإن مثل هذا العبث قد يؤدي في النهاية إلى طمس المكان أو تدمير جزء منه ولكن هذا لا يعني أن يمنع الناس من هذا الأثر الإسلامي، بل يجب أن تكون زيارة المكان على نحو منظم مرتب، وأن يعرف الزوار منذ البدء أنه ليس للتبرك أو التقديس، بل لإعطاء معلومات عن هذا المكان الخاص الذي يرتبط بنبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم.
أتمنى أن تتدخل وزارة الشؤون الإسلامية وهيئة السياحة والآثار بحيث يوضع تنظيم لكيفية حماية المنطقة ومنع دخول الناس بطريقة عشوائية والعبث فيها، وأن يكون من ضمن التنظيم وضع لوحات إرشادية تعرف بالمكان تعريفاً مختصراً باللغات التي تسود بين المسلمين مثل العربية والأردية والإندونيسية والفرنسية والإنجليزية وأن تكون هناك كتيبات توضح تاريخ المكان وأهميته ويركز فيها على مسألة عدم جواز التبرك أو الاعتقاد بأن لهذا المكان أي خاصية تنفع الإنسان.