تعالوا نعيد حساباتنا مع أنفسنا..,
تعالوا نفكر معا، نستعرض ما فات، ونخطط لما هو آت.,
نتمعن في أخطائنا ونعترف بها.., ونحصي صوابنا، ونفكر في طريقة إنمائه..,
لا تأخذنا في أنفسنا غرة، ولا نتردد عن اعتراف بخطأ، أو نتأخر عن إثبات نجاح..,
تعالوا نحب بعضنا أكثر.., نمسح غشا لحق قلوبنا لبعضنا، ونذيب شحناء امتلأت بها جوانحنا,
تعالوا نهذب ألسنة حدادا انبرت بها أفواهنا،
تعالوا نخرج ما كتمنا في صدورنا من حق رأيناه فخشينا أن نقوله،
أو كلمة صدق ترددنا أن نزجيها في حق أحد خشية رياء،..
تعالوا نحسن الظن ببعضنا.. فلا نتجسس على بعضنا، ولا نغتاب بعضنا، ولا نبهت بعضنا..
تعالوا نحب لبعضنا ما نحب لأنفسنا..
ونحمي بعضنا مما نخشى على أنفسنا منه..
تعالوا نتجاوز عن بعضنا، ونعفو عن بعضنا، ونكظم الغيظ عن بعضنا، ونتفكر في قوام إخوتنا، ورحم قربانا، ولحمة تعارفنا، تعالوا معا نذهب لمؤسساتنا الحيوية، نسأل الأمهات عن صغارهن في البيت، المدرسة، والآباء عن أدوارهم في التوجيه، والتنشئة،..
والمعلم عن أدائه في رسالته.., والإدارة في مواقفها من مسؤولياتها..,
دعونا نكشف للمقصر عن ثغراته.. نريه مواطن قصوره بأدلتها، ونسخر له سبل ووسائل تقيه التكرار فيها.., ونعتب على المتخاذل بعد أن نريه طريق العمل، ونعينه عليه بإمكانات تنفيذ واضحة ميسرة، دعونا نعيد للمظلوم ظلامته، ونكشف للساذج مكامن استحقاقه, ونأخذ من السارق ما أخذ، ونرد السير إلى جادته..
دعونا نكبح تيارات الشر في دواخلنا، ونفرشها بنور اليقين بأن ما أصابنا لم يكن ليخطئنا، وما أخطأنا لم يكن ليصيبنا، ومعه نحفز قدراتنا، ونستعيد ثقتنا في بعضنا،..
دعونا نقترب من بعضنا، نمد أيدينا لتكون سواعدنا أزرا لبعضنا، وأعضادنا شدا لقواتنا..
دعونا نكن الجسد الواحد..
فنحن نحتاج ليس لهذه الثقافة، بل لتحويلها إلى آلية تنفيذ.., وخطة عمل.. ودرب سير..
فلتكن هذه خطتنا نبدأ في تنفيذها عند شروق أول يوم في العام الجديد..
فكروا فيها فيومان أمامكم لتنفيذها بليلتيهما ونهاريهما وساعاتهما وثوانيهما.. ودقائقهما.. بل بشمسهما ومخاض قمرهما..!
عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855