كلما أزور منطقة القصيم ، كلما أجد شيئاً جديداً وميزة جديدة. ففي زيارتي الأخيرة لاحظت أن المنطقة من الممكن تحويلها إلى واحة استثمار جاذبة وإلى واحدة من أهم المناطق السياحية بالمملكة حيث يمكن تطوير السياحة الريفية التي تمزج بين تلال الرمال الذهبية وبين مناظر المزارع والنخيل الجذابة والمنتزهات الواسعة والنظيفة والقريبة من أو داخل النطاق العمراني، أما في المساء فيرى الزائر أجمل المناظر الليلية والمزدانة بالأنوار ومن ذلك منتزه الملك عبدالله في بريدة والمنتزه بالبصر ومنتزه البكيرية.

ومنطقة القصيم تصلح للصناعات الزراعية والغذائية كما تصلح لصناعة الأدوية والمراكز العلاجية لنظافة البيئة وخلوها من التلوث وتعدد مهرجاناتها التي تصل إلى 17 مهرجاناً بالسنة ولعل أهمها مهرجانات التمور.

إلا أن هناك قصوراً من الجهات الحكومية لتحويل هذه المنطقة إلى منطقة جذب لكل النشاطات المذكورة أعلاه.

فوزارة التجارة والصناعة مطلوب منها تدعيم فرعها الرئيسي لكي يتمكن من قيامه بمهامه والذي لا يتجاوز عدد أفراده 35 موظفاً. كما أن هيئة الاستثمار مطلوب منها أن تضم منطقة القصيم للمناطق النامية وفتح مركز خدمة شاملة لخدمة المستثمرين المواطنين والأجانب. كما اقترح إنشاء مجمع حكومي في منطقة وسط بالقرب من المطار مثلاً يضم جميع فروع الوزارات بالمنطقة لتسهيل تقديم الخدمات للمستثمرين.

وتتميز منطقة القصيم برخص تكاليف إقامة المشاريع عن المناطق الرئيسية وتوفر العمالة المواطنة المنتجة والجادة، وخير دليل على ذلك الأسر المنتجة بالقصيم والتي تعتبر الأولى على مستوى المملكة. ووضع المنطقة الاستثماري لا يرقى إلى مستويات طموحات سمو الأمير وسمو نائبه حفظها الله.

خير الكلام ما قل ودل

1. مطار القصيم أصبح أجمل مما كان عليه، ولكنه ما زال يحتاج إلى تطوير وتوسعة خاصة بعد تزايد الرحلات الخارجية عن طريقه ولا بد من فصل الرحلات الدولية (وصولاً ومغادرة) وإلا تكون عن طريق صالة الرحلات الداخلية. كما يحتاج المطار لوجود محلات لبيع منتجات المنطقة وسرعة فتح صالة الدرجة الأولى ودرجة رجال الأعمال. ومع كل ذلك مطار القصيم (الأمير نايف) يعجبني كثيرا حيث لا يستغرق نزول المسافر من الطائرة حتى الباب الخارجي للمطار عشر دقائق بدون تعقيدات البوابات والأتوبيسات والتي يعاني منها مسافرو مطار الرياض وجدة !!

2. منطقة القصيم منبع للعلماء ولرواد الأعمال وأعمال الخير المعلنة وغير المعلنة، حضرت عشاء لقاء أسبوعي في منزل أحد رجال الأعمال (معظمهم عقاريون) حيث خصص جزء من اللقاء يستفاد منه لعقد صفقات عقارية ضخمة ويخصص جزء من السعي (العمولة) لعمل خيري ويا ليت هذا النهج يعمم بالمناطق الأخرى.

3. أحد رجال الأعمال بالقصيم (عبدالعزيز بن عبدالله التويجري) لديه ما يشبه الحاضنة لتدريب المواطنين والمواطنات على أعمال لتصبح مصدر رزقهم ومن ذلك أعمال الأسر المنتجة ومعظمهم يستمر بالتعاون والعمل معه في نشاطه التجاري. نحتاج إلى مثل هذه الجهود لمساعدة المواطنين والمواطنات بتدريبهم وتعليمهم للعمل وتحصيل مصدر دخل لهم. وأن يتم تعديل أعمال الجمعيات الخيرية التقليدية التي تربي (معوزين)وأناس غير منتجين بدلاً من تدريبهم وخلق أعمال لهم عملاً بقول الرسول صلوات الله وسلامه عليه (خذ فأساً واحتطب) لأحد السائلين وهذا هو النهج الإسلامي الاقتصادي الصحيح والذي يهدف إلى خلق مواطن عامل ومنتج.

4. في زيارتي للقصيم تحصلت على كتاب (رجال من القصيم) من تأليف إبراهيم المسلّم (الفرج)-يرحمه الله- 9 أجزاء ويحتوي على أسماء عدد من رجال القصيم، ورغم الجهد المشكور للمؤلف إلا أن الكتاب يحتاج إلى تحديث عن طريق عدد من رجال القصيم من المحافظات والمراكز القصيمية. وأود أن أصحح معلومة وهي تخص عائلة المسلّم بأنهم ليسوا كلهم من الفرج (وأن معظمهم في البكيرية والبدايع والهلالية والكويت والمدينة المنورة) مزينيين. كما تبين أن المرحوم له عدد آخر من المطبوعات الهامة أكثر من 20 كتابا لعل من أهمها كتاب العقيلات. كما لا ننسى رواية عنتر القرن الواحد والعشرين الرائعة. رحمه الله رحمة واسعة.

(خير الكلام)

قال الله تعالى في محكم كتابه {وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ} (105) سورة التوبة.

والله الموفق ؛؛؛