الجزيرة - الرياض:
كشف أحدث التقارير الصادرة عن بنك «باركليز» ضمن سلسلة تقارير «ويلث انسايتس» ( Wealth Insights ) عن أن 47% من أصحاب الثروات السعوديين هم من أصحاب الرأي الذي يقول ان رجال الأعمال يجب أن يستمروا حتى لو كانت أعمالهم في تخبط بدلاً من اللجوء إلى الحد من الخسائر. ففي منطقة الشرق الأوسط، هناك 36% من القطريين الذي يؤمنون بتخفيض خسائرهم في حال كان أداء الأعمال غير مستقر. ومع ذلك، يبين التقرير أن الأغلبية الساحقة 100% يعتقدون أن الفشل في الماضي سيزيد من فرص النجاح لمستقبل رواد الأعمال.
وأفاد بأن 91% من أصحاب الثروات في منطقة الشرق الأوسط يتفقون على أن الفشل هو عامل إيجابي وأساسي لتحقيق النمو الاقتصادي، مقارنة بآراء 74% من أصحاب الثروات على مستوى العالم. وفي مقارنة مع الاقتصادات الغربية، فأصحاب الثروات في منطقة الشرق الأوسط ينظرون إلى النكسات الاقتصادية بإيجابية ويظهرون مثابرة عالية ويتطلعون بشكل أفضل إلى الفوائد الناجمة عن هذه النكسات.
واضاف التقرير قائلا: كما ينتشر اعتقاد لدى الأغلبية الساحقة من أصحاب الثروات في منطقة الشرق الأوسط (91%) وآسيا (80%) بأن الفشل هو إيجابي وضروري لتحقيق النمو لاقتصادي، في حين تنخفض هذه الأرقام إلى 71% و 69% في الولايات المتحدة وأوروبا. وإضافة إلى ذلك، ينظر أصحاب الثروات في آسيا وأمريكا الوسطى والجنوبية بإيجابية إلى الفرص التي نتجت عن الأزمة المالية العالمية الأخيرة (53% و 60%) مقارنة مع الولايات المتحدة وأوروبا (44% و 42%).
ويقدم التقرير الذي نشر أمس الاثنين بعنوان «إذا لم تحقق النجاح في البداية اتبع المواقف العالمية من التحديات العاثرة» الذي شمل استطلاعات آراء لأكثر من 2000 فرد من أصحاب الثروات من كبار رجال الأعمال والمستثمرين من مختلف أنحاء العالم. ويقدم التقرير دراسة عميقة حول مختلف الطرق التي يتبعها أصحاب الثروات في جميع أنحاء العالم حول تطلعاتهم واستجابتهم للنكسات الاقتصادية. ويكشف التقرير أيضاً كيفية تقييم مختلف الثقافات والصفات المتعلقة بالمثابرة والتفاؤل والدور الذي يلعبه الحظ ونظرة رجال الأعمال إلى النكسات كنقطة انطلاق لتحقيق النجاح في المستقبل.
ويشير التقرير إلى ان أكبر نسبة من أصحاب الثروات في منطقة الشرق الأوسط (81%) تعتقد أن فشل المساعي السابقة في مجال تنظيم المشروعات يزيد من فرص نجاح المشروعات الجديدة. ويترسخ هذا الموقف من الفشل عندما سئل المشاركون في الاستطلاع في منطقة الشرق الأوسط عما إذا كانوا يرغبون في تعيين شخص خاض تجربة فشل في مشروعات الأعمال. وبلغت نسبة الذين أكدوا هذا الخيار من المملكة العربية السعودية (89%) وقطر (86%) و61% من الإمارات العربية المتحدة. وفي أماكن أخرى من العالم أعرب، فقط 42% و 47% من أصحاب الثروات في المملكة المتحدة واليابان رغبتهم في تعيين شخص شهد تجربة مؤسسة فاشلة وينخفض هذا الرقم إلى 25% في موناكو.
ويوضح التقرير أن أصحاب الثروات يعتقدون أن النجاح يعتمد بشكل كبير على (المهارات والذكاء) و(الجهد والعمل الشاق). وكمعدل وسطي، يشير التقرير إلى أن أكثر من ثلث المشاركين في الاستطلاع يعزون النجاح إلى تلك العوامل (35% لكل منها). ومن ناحية أخرى، ينظر إلى الفرص (16%) والعلاقات (15%) على أنها عوامل أقل أهمية. وفي منطقة الشرق الأوسط، تأتي الإمارات العربية المتحدة في مرتبة أعلى فيما يتعلق بالاعتقاد في أهمية (المهارات والذكاء) و(الجهد والعمل الشاق)، بنسبة 35% و 36% على التوالي. وفي قطر، يرجح 34% من أصحاب الثروات إلى أن النجاح يرجع للصدفة وهو أعلى من جميع البلدان التي شملها الاستطلاع.
وفي هذا الإطار يقول د. غريع ديفيز - رئيس قسم السلوكيات المالية لدى بنك باركليز: «إن الاعتقاد القوي في المهارات بدلاً من الحظ يمكن أن يعطي ثقة عالية في اتخاذ القرارات في المستقبل. ويمكن لهذه العقلية أن تكون خطرة على أمن الأعمال أو المستثمرين على المدى الطويل، حيث تنتهي في اتخاذ المزيد من المخاطر على افتراض أن سبب نجاحك يكمن في قرارك الجيد».