صفحات التاريخ كلها مُشرّعة أمام منْ يعرفُ إلى أين هو ذاهب.
الأمواج والرياح كلها مؤاتية أمام منْ يعرفُ إلى أين هو ذاهب.
خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن
عبد العزيز يعرف إلى أين هو ذاهب، منذ كرّس حياته للشأن الوطني العام. لذلك هو لا زال يدعو بإلحاح مستمر، تجنـّبا للحروب والفتن، إلى الالتزام بعقد أخلاقي جديد بين جميع الأديان والحضارات والمذاهب والثقافات، يرمي إلى إعادة المعنى والأفق للمغامرة البشرية، بغية الوصول إلى ثقافة إنسانية جامعة تنبذ العنف وتنصر الحق وتـُعلي قيمة الإنسان وتُسيّل من جديد نهر حكمته، بغض النظر عن دينه وعرقه وثقافته ومذهبه ولونه.
لم يتوان يوما، قولا وعملا، عن المناداة بالقضاء على الفقر والحدّ من اليأس والحرمان، مُطالبا بعقد ثقافي جديد لمجتمع إنساني جديد، ينتقل من مجتمع المعلوماتية إلى مجتمع المعرفة.
عينُ عبد الله بن عبد العزيز على خطّ ِ سبيل أخلاق المستقبل، التي يعتبرها مصدر بقاء الأمم. بها يُملـّح الفكر ويحفظ العلم.
العالم بلا ضمير، يُحذر عبد الله بن عبد العزيز، ليس سوى دمارا للروح، ومن العار أن تبقى البشرية مؤلفة من موتى أكثر من أحياء.
وهو يستقبل بفرح انضمام الفاتيكان إلى مركز الملك عبد الله للحوار بين الديانات والثقافات، نراه مواصلا مزْج إرادة الحلم بالواقع، مُشكـّلا “مناخا” عالميا، يبحث في قوام التواصل والسلام، مُقتنعا بأن الأغنى والأقوى والأجدى، هو تعامل الإنسان ـ الإنسان مع الهويات والأفكار والأدوات، بصورة مفتوحة على إمكاناتها الخصبة، مُشرّعة على احتمالاتها المتعددة، إثراءً للبشرية، مُستأنفا توعية المحافل الإسلامية قبل المحافل الدولية، بوجوب تحمـّل مسؤولياتها، مثلما تتحمـّل مسؤولياتها المملكة العربية السعودية، التي هي يقول الملك عبد الله “جزء من هذا العالم، نتأثر به ونُؤثّر، كما أننا أصحاب رسالة وتراث حضاري عريق”، لا سيما وأن “ديننا يحثـّنا على الحوار، والتعاون، والتعايش السلمي، وإشاعة المحبة والسلام والوئام والقيم الفاضلة بين البشرية”.
الملك عبد الله بن عبد العزيز يعمل من أجل الولادة الجديدة للإنسان.
Zuhdi.alfateh@gmail.com