قبل بداية الأسبوع الحالي هناك أكثر من قصة لأشخاص ومسؤولين تركوا مناصبهم بسبب فضيحة جنسية أو أكثر.
أكبر جاسوس في العالم، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية “سي آي أيه” ديفيد بترايوس أعلن استقالته من منصبه على خلفية إقامته علاقة خارج إطار الزواج. مع كاتبة سيرته الذاتية، بولا برودويل، وهي متزوجة وأم لطفلين..!
وأقر الجنرال المخبر في رسالة بعث بها إلى العاملين في الوكالة بأنه أقام علاقة “خارج إطار الزواج”، معتبراً أن “تصرفاً من هذا النوع أمر غير مقبول لا كزوج ولا كمسؤول في منظمة مثل منظمتنا”.
وقال: “بعد أكثر من 37 سنة زواج تصرفت بسوء تقدير هائل عبر تورطي في علاقة خارج الزواج”.
وأطاحت فضيحة علاقة عاطفية أخرى مع موظفة، تاريخ كريستوفر كوباسيك، المدير العام المعيّن لشركة “لوكهيد مارتن” لصناعات الدفاع المرتبطة مع وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون).
وقال مديرها التنفيذي الحالي روبرت ستيفنز: “نشعر بخيبة أمل كبيرة وحزن من أعمال كريس التي لم تحترم قيمنا وقواعدنا، لكن تصدينا السريع لهذا السلوك غير اللائق يدل على التزامنا تحميل كل موظف مسؤولية أعماله”.
وفي إطار مشابه قدم المدير العام لـ”بي بي سي” جورج انتويستل الذي قدم استقالته بعد بثه تحقيق يتهم خطأ مسؤولاً سياسياً سابقاً في حزب المحافظين، وقال انتويستل في بيان بثته التلفزيون “قررت أن الشيء الأكثر نزاهة الذي يمكن القيام به هو الاستقالة.”الاستقالة هي الأكثر نزاهة! طبعا ذلك يحدث في الغرب فقط!
ويمكن سرد مجموعة من القصص من أمريكا والقارة الأوربية في ذات السياق، ولو عملنا جردا حقيقيا لوجدنا أن الفضائح التي تم كشفها وأسقطت أصحابها لن تصل إلى خانة الثلاثة أصفار بأي حال من الأحوال!
لكن لنعكس الصورة ونطالع جانباً منها كعرب أو كمسلمين، الحقيقة لو وجد لدينا نظام بتلك الدقة من الكشف، أو يسمح للمرأة بالشكوى مقابل الاستغلال أو الابتزاز الذي تتعرض لها لكشفنا يوميا عشرات الفضائح المتعلقة بالاستغلال الجنسي، ناهيك عن العلاقة الجنسية غير المشرعة.
لكن فضائح العرب والمسلمين الجنسية والمالية والإدارية كلها تمر دون عقاب وتحت عباءة المجتمع الصالح ظاهريا، فيما التدقيق في الصورة يكشف حجم التشوهات الأخلاقية التي يتم تغطيتها بأشكال ورموز ظاهرية هشة.
ولعلنا نعود إلى حوارات المجالس وما نسمع من حكايات تحرش جنسي عام وخاص، وعملية ابتزاز للمرأة -للبنت- من قبل فئات مختلفة من النافذين اجتماعيا بما فيهم بعض الدعاة وأهل الشعبي والتعوايذت وغيرهم من كذابي العلاج بالنفخ والبصق ونحوها..
الفارق إن فضائح الغرب الجنسية لا تمر-متى ما كشفت دون حساب، فيما لدينا في دولنا العربية والإسلامية المناخ متاح للتمادي دون حد قانوني، وتحت ستار حديدي لحماية النافذين والمستفيدين..
وطبعا لحماية الرجل دائما..!