ذكرت وسائل الإعلام أن إحدى العواصم العربية (التي تكاد تكون مرتمية في أحضان آيات طهران) تقوم بتفتيش الطائرات القادمة من (إيران) باتجاه (سوريا) للتأكد من عدم حملها للسلاح!! وربما أكون أنا فهمت الخبر بالمقلوب وهو أنهم يفتشون الطائرات خشية أن لا يكون معها سلاح!! لأنه كما يقول الشافعي: من وضع نفسه مواضع الريب، فلا يلومن من أساء الظن به...
وإن المرء ليتساءل بعدما ويحسن النية هل هذا الطرح يتواءم مع اللباقة الإعلامية؟ هل يتواءم مع وعي الشعوب؟ هل ينسجم مع الثوابت الإعلامية الدولية؟ ألم تقم هذه العاصمة بطرد اللاجئين السوريين؟ ألم تقف هذه العاصمة ضد أي قرار يجرم هذا النظام؟ باختصار شديد على مين هذا الهراء؟ على هامان يا فرعون؟
يا ناس يا عالم أرجوكم (احترموا عقول المشاهدين) (احترمو مصداقية الكلمة) يا ناس يا هوه كفى لعباً على الذقون، كفى دجلاً، دعونا نتجرع مناظر القتل المروع الذي لا يروى من دم أهلنا في (سوريا)، أرجوكم يكفي القتل، فلا تجمعوا لنا مصيبتين مصيبة القتل ومصيبة الاستخفاف بالعقول، والدجل على الذقون:
كذبت ومن يكذب فإن جزاءه
إذا ما أتى بالصدق أن لا يصدقا
إذا عرف الكذاب بالكذب لم يزل
لدى الناس كذاباً وإن كان صادقا
وصدق الله إذ يقول {وَكَذَلِكَ نفَصِّلُ الآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ} (55) سورة الأنعام، نقول هذا لأننا نعلم يقيناً أن هذه العاصمة التي تقوم بإنزال الطائرات للتفتيش (والله أعلم بما يوعون أو يفتشون!!) نعلم أن هذه العاصمة تقوم أغلب أفكار وأيدلوجيات قاداتها على النهل من معين آيات وملالي وحجج آيات طهران!! التي تتخذ من الكذب والنفاق أعظم وأقوى عقيدة يقوم عليه فكرها ومذهبها وتوجهاتها، كما تقول أوثق مراجعهم وكتبهم (لا دين لمن لا تقية له)، فالكذب هو رائدهم وأدبهم ومبدأهم وإمامهم!!
عدوك إما معلن أو مكاتم
وكل بأن يخسى ويتقى قمن
فكن حذراً ممن يكاتهم شره
فليس الذي يأتيك جهرا كمنْ كمنْ
وباختصار شديد نقول: اللهم ارحم الصدق وارفع درجته في عليين، وسنصلي صلاة الغائب على أخونا الكريم (الصدق) الذي توفي إلى رحمة الله.. وإن كان الشاعر ينسب دفن الصدق لأهل (العيون) كما قال الناظم:
رحمة على الصدق انشد أهل العيوني
دافنينه وكاد بحفره من حفرها!!!
حيث تقول الروايات أن أهل العيون ساروا بجنازة وهمية، وجابوا بها الطرقات، فلما تساءل الناس من هذه الجنازة؟ قالوا هذا (الصدق) توفي وذهبنا ندفنه في المقبرة!! وإن كنت لا أعرف عن أهل العيون إلا الشهامة والصدق والكرم.. عوداً على بدء.
فربما تكون هذه العاصمة غسلت أفكارها سبع مرات إحداهن بالتراب، غسلت أفكارها من نظام آيات طهران المشئومة، نقول: ربما، وعسى، وليت، ولعل، وكل صيغ المقاربة والرجا والرجاء والتمني!!!
(ما بين غمضه عين وانتباهتها
يغير الله من حال إلى حال)!!
والله المستعان..
نسأل الله أن ينصر إخواننا السوريين نصراً موزراً، فقد باتوا لقمة سائغة تتقاذفها الأهواء والأطماع والأفكار والتوجهات.. لكن عزاءنا وعشمنا وأملنا بوعد العزيز الحكيم: إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ (160) سورة آل عمران. وحبالنا مناطة بـ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40) سورة الحج.
وتفاؤلنا معقود بناصية الوعد الرباني: كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ (249) سورة البقرة.
وإنهم وإن كانوا الركن الأضعف عدة وعتاداً، لكن عيونهم ترمق للنصر الإلهي بـ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللّهَ رَمَى (17) سورة الأنفال.. والسلام عليكم.
محافظة رياض الخبراء