لاشك أن الأمر الملكي السامي الكريم بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز وزيرا للداخلية خلفا لصاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبد العزيز الذي طلب إعفاءه قرار صائب وضع الرجل المناسب في المكان المناسب ، كما يأتي ضمن القرارات الحكيمة التي عودتنا عليها لقيادتنا الرشيدة ، وامتدادا لما يتمتع به سموه من كفاءة وقدرات قيادية رفيعة في المجال الأمني وتتويجا لجهود سموه البارزة في مجال مكافحة الإرهاب, وبناء على الخبرة والحنكة في المجال الأمني التي اكتسبها خلال فترة عمله مساعدا لوزير الداخلية للشئون الأمنية لأكثر من ثلاث عشرة سنة واستفادته من الخبرات الكبيرة التي استمدها والده صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز ـ رحمه الله.
وقد عرف سموه بحرصه وحماسه لاجتثاث شأفة الغدر والخيانة، وتصميم سموه وإصراره على محاربة الفكر الضال حتى جفف منابعه بالمملكة بفضل الله ثم بدعم حكومة خادم الحرمين الشريفين التي وفرت لأجهزة الأمن كل احتياجاتها التقنية وجعلتها على قدر كبير من الجاهزية .
كما عرف باستخدام الحزم والعزم وكذلك اللين إذا لزم الأمر من خلال تجربة «المناصحة» التي انتهجها سموه كخط مواز لضرب عناصر القاعدة بيد من حديد ، كإحدى أبرز إنجازات مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة والرعاية ، وقد حققت التجربة نجاحاً واضحا حيث تمت إعادة تأهيل 22 دفعة من العائدين من جوانتانامو وأماكن أخرى، وذلك على مدى خمسة أعوام منذ إنشاء المركز، كما تم إحباط أكثر من 160 عملية إرهابية بفضل الله ثم بجهوده وخططه ومتابعته.
والأمير محمد بن نايف هو خير من يخلف الأمير أحمد بن عبد العزيز الذي طلب إعفاءه من هذه المسئولية ، لما يتمتع به من حضور فاعل على المسرح السياسي والأمني ، وما يحظى به من تقدير كبير في المشهد العالمي .
ولم تقتصر جهود سموه على تحقيق الأمن ومحاربة الإرهاب والغلو والتطرف وحسب، بل اعتنى بشكل خاص برعاية أسر الشهداء وذويهم ، وتوفير الحياة الكريمة لهم ، فضلا عن جهود سموه في بناء وتحديث أجهزة الأمن والإسهام في النقلة الكبيرة التي شهدتها وزارة الداخلية ، حيث نال باستحقاق وشاح الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى وهو أهل لذلك.
نهنئ سموه على الثقة الملكية الغالية ،وهو أهل لها ، سائلين الله أن يوفقه ويسدد خطاه في سبيل خدمة الدين ثم المليك والوطن.