من المعلوم أن المدرسة هي الركيزة الأساسية للعملية التعليمية التي تقدم لأبنائنا من الناشئة إذن ما المطلوب من مدارسنا المطلوب هو الجودة وحسن الأداء للعملية التعليمية وحتى نضمن الجودة والأداء للتعليم في مدارسنا علينا أن نسلط الأضواء على الطرائق والتقنيات التي يجب أن تستخدمها المدرسة من أجل أن تقوم بدورها في تلبية حاجات المجتمع المختلفة ولا سيما حاجات القوى العاملة.
فينبغي من المدرسة رعاية محتوى التربية ومضمونها والتي تعني إعداد الناشئة للحياة وما تتطلبه هذه الحياة من معارف ومهارات لا يستغني عنها هؤلاء الناشئة من أبنائنا من أجل أن يواجهوا بها محيطهم وما في هذا المحيط من عوامل ودوافع من أجل ذلك لا بد من تمكين الناشئة من أن يحيوا حياتهم الحاضرة وأن يستمتعوا بها وأن تعدهم لمستقبلهم من خلال حياتهم الحاضرة فالمستقبل هو امتداد للحاضر والمستقبل الذي نعنيه مستقبل الناشئة من أبنائنا الذين يتوجهون كل صباح إلى المدرسة من أجل التعليم ومن هنا يأتي السؤال ماذا نعلم ومن نعلم؟ هل نعلم من أجل الحفاظ على الوضع القائم أم نعلم من أجل مجتمع جديد؟ وأيضاً نعلم من أجل التنمية حتى نأخذ مكاننا في عالم أصبح يسوده التنافس.
فبدون صياغة مواردنا البشرية وتحديد نوعها ومستواها لن نجد لوطننا العزيز مكانة بين أمم العصر الحديث لذا المأمول من المدرسة أن تعلم أنه بدون التربية والتعليم النافع ذي المخرجات العلمية والتي يريد أن يحصل عليها الناشئة من أبنائنا والذي هم أهم مورد على الإطلاق، فعلينا أن نسلحهم بسلاح المعرفة والتعليم وتوظيف ذكائهم في تنمية مهاراتهم المعرفية والثقافية من أجل الارتقاء بمداركهم وتفكيرهم، ولذا علينا تقديم تدريب جيد وممارسة ما تعلموه فالمدرسة هي ساحة العلم وملاذ المعرفة ومكان البحث ومجال التطبيق فنحن نرى أن المدرسة ليست مكاناً عادياً، بل هي مؤسسة تربوية تعنى بالعلم والبحث العلمي والتعليم والتطبيق والتقنية فالمأمول من المدرسة أن تطوي الصورة التقليدية التي تعتمد على التلقين والإعداد للامتحانات. فهذا هو مستوى تحصيل الطلاب الذي نقيس به تعليمنا اليوم وهو الذي اعتاد عليه الطلاب في مدارسنا اليوم هو نتيجة الاعتماد على النقل الحرفي والاهتمام بالشكل فنحن نحرص على ما يتم تعلمه وذاك خطأ لكن المطلوب من التعليم في مدارسنا هو ما يضمن الجودة وحسن الأداء والحرص على ما يعود إلى التعليم المستمر وأن ننتقل من التركيز على السرد والتلقين إلى الفهم والتحليل وحل المشكلات والتوصل إلى استنتاج المعلومة التي تنمي التفكير والمهارة والإبداع لدى الناشئة فالمعلومات التقليدية المتواترة والغير متجددة مهما كانت قيمتها الحالية هي معلومات متغيرة، بأن نحفظها وكأنها مقدسة خطأ عظيم.
فالخيار الأساسي لذلك هو وضع أسس التعليم مستمر من أجل خلق مجتمع دائم التعليم ومن أجل أن يستمر أبناؤنا في الإبحار في رحلة حياتهم مزودين بما تعلموه في بدايتها من الأساسيات وليس الاكتفاء بنيل الشهادة وكأنها تعني الاكتفاء من التعليم.
لذا أصبح التعليم في مدارسنا عند بعض الناس قضية شكل ومظهر أكثر منها قضية جوهر فالمدرسة في هذه الحالة أصبحت مؤسسة أكثر منها قضية محتوى ذات أهداف واضحة المعالم ومن أجل أن تضمن المدرسة جودة أدائها في التعليم والتربية عليها تحديد غايات ومطالب الوطن وصوغ أهدافه والتفكير في مستقبله حتى تستطيع هذه المدرسة رسم الطرق الموصلة إلى هذه الغايات وتحديد الوسائل التي تحقق تلك الأهداف من خلال مدارس تركز على ضمان الجودة لمخرجات التعليم من خلال رسم خطوط التربية من خلال أهداف عامة وخاصة.
إذن المطلوب من المدرسة خاصة والتربية عامة أن تعد لنا أجيالاً نحو التقدم بمعناه الواسع ومن أجل جعل المدرسة لها تأثير وتأثر وأن تكون رائدة وقائدة لذا لا بد أن يسمح لها المشرفون على التعليم والمجتمع في منحها قدر من الحركة والتخطيط ويقدم لها قدر من العناية والرعاية ويسمح لها بممارسة قدر من الحرية بالمقدار الذي يمكنها من أداء هذه المهمة وحتى أن يقوم هؤلاء المشرفين بهذه المهمة يجب أن يكون لديهم الإدراك والمسؤولية بأهمية هذه المفاهيم والمهام ودورها في الجودة والأداء، ومن أجل أن تقوم المدرسة بتقديم تعليم أفضل.
لذا على القائمين في هذه المدرسة الإيمان بالمثل الأعلى وهو الصدق والإخلاص وإتقان في العمل واحترام الإنسان والحماس للعلم ونشره بين الناشئة بطرق سليمة ومتقنة وبنظرة إلى هيكل التعليم بمراحله الثلاث ومن أجل ضمان الجودة فإن التعليم يحتاج إلى تطويره بمعنى تطوير هيكله وذلك أن يبدأ التعليم للطفل في سن مبكر جداً لمنح الطفل فرصة لتنمية طاقاته الخاصة وهذا يساعد المدرسة في نمو الجودة، فالطاقة الخاصة للطفل التي أقصدها هي اللغة أي لغته القومية قبل أي لغة، كذلك التعامل الاجتماعي، ولذا يجب أن يخضع هذا الطفل لنوع من أطر التعليم قبل مرحلة المدرسة وبإشراف إدارة التعليم الحكومي وليس التعليم التجاري الذي ليس له هم إلا كسب المال فقط والدوام في رياض الأطفال ولمن بلغوا سن الخامسة وأن يكون مجاناً وإلزامي والمنهاج الدراسي يستهدف تزويد الأطفال بمهارات أساسية بما في ذلك اللغة ومفاهيم ميدانية في الحساب وإكسابهم معلومات وكفاءات إبداعية وتحسين قدراتهم الاجتماعية. وبعده يلتحق الطفل بالمدرسة الابتدائية بدل ما يأتي إلى المرحلة الابتدائية للتعليم وليس لديه أي شيء مما يضعف دور المدرسة وبالتالي سوف تواجه مشاكل في تأسيس هؤلاء الأطفال.
لذا فإن تهيئة الطفل في دور رياض الأطفال سوف يتكون لديه قدر من الاندماج والتكيف مع هذا الجو الجديد في المرحلة الأولى من التعليم الابتدائي وبالتالي عامل مساعد يؤهل المدرسة في المرحلة الأولى من بداية تعليم الطفل بداية مثمرة، وأن تكون قادرة على تأهيل الطفل بالجانب المهني والعلمي وتنمية الروح العلمية والاهتمام بالتقنية من أجل تحقيق أهداف تربوية تؤدي إلى اكتساب التلميذ معارف ومهارات محددة خلال جميع مراحل التعليم، ولذلك على كل مدرسة أن لا تقبل أي طفل إلا بد أن يقضي فترة في رياض الأطفال والتي هيئته إلى البيئة الجديدة ويملك هذا الطفل بعض المفاهيم حتى ينطلق بها لمهارات جديدة وامتداداً لهذا التأهيل لذا فإن المأمول من المدرسة والمشرفين على التعليم وضع برامج تعليمية متطورة بهدف إشباع المدارس بالحواسيب بدءاً من صفوف الحضانة وحتى المرحلة الثانوية والقيام بتعديل البرامج التربوية من أجل تقرير تدريس مواد الرياضيات والعلوم والتقنية من أجل خلق مجتمع مطلع بالتقنية وبالتالي رفع معدل النمو من خلال تطبيق الجودة والأداء للتعليم انطلاقاً من المدارس في التعليم العام حتى التعليم الجامعي وللموضوع بقية
Twhad-alfozan@yahoo.comجامعة المجمعة - كلية التربية