من عجائب الزمان أن تكون كل فترة حكــم لقائد من قادة هذا الوطن المملكة العربية السعودية لها ظروف مختلفة كلياً عن ظروف من سبقه.
جـاء خــادم الحرمين الشريفين لسدة الحكم قبل أكثر من سبع سنوات في أجواء عربية وعالمية مختلفة كلياً، اقتصادياً وسياسياً بل وثقافياً، لذا مما قاله خادم الحرمين في إحدى كلماته بل ووجه بذلك أهمية حسن التعامل مع التقنية بكافة أشكالها وصورها وتجنيب أجيالنا سوء استخدامها أو الإفراط في التعامل مها.
تحول سريع في التقنية وفي عقليات البشر، قابله بطئ ملحوظ من قبل أجهزة الحكومات، مما أثر سلباً على مجتمعاتنا العربية المتعطشة للحاق بركب الحضارة.
مقدمة أردت بها الحديث عن الحدث المتوقع وهو صدور الأمر الملكي الكريم بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز وزيراً للداخلية خلفاً للأمير أحمد بن عبد العزيز بعد أن طلب إعفاءه من منصبه، بعد أن أدى جهداً كبيراً عضداً وعوناً لأخيه الراحل نايف بن عبد العزيز - رحمه الله.
تقول العرب (أعط القوس باريها) ومحمد بن نايف ينطبق عليه هذا المثل تماماً، فهو من درس وتعلم على يدي والده رجل الأمن الأول، ومارس العمل تحت إدارته - رحمه الله - حتى نضج وصار مضرب المثل في الأداء والنجاح، بل صار أهم شخصية رسمية على مستوى العالم في محاربة الإرهاب.
يأتي الأمير محمد بن نايف ليكمل مسيرته في أداء رسالته العظيمة في حفظ أمن هذه البلاد بروح الشاب المتمرس الواعي لمتطلبات المرحلة، تلك المرحلة التي تحتاج بكل تأكيد أداءً مختلفاً، أعتقد بل أجزم بأن سموه يدركه ويخطط للتعامل معه بكل مهنية أمنية راقية.
عواصف كثيرة عصفت بعالمنا العربي شرقه وغربه وشماله وجنوبه تعاملت معها المملكة بكل عقل واتزان دون إفراط أو تفريط، فحققت مكاسب مختلفة على الصعيد المحلي والصعيد العربي والدولي، ولكن العواصف ما زالت قائمة، ولذا فحسن التعامل معها مهمة كبرى تنتظر سمو وزير الداخلية من أجل سلامة وطننا ووحدة صفنا التي تعد - بحمد لله - مضرب المثل، ولكننا نطمح الى المزيد من التلاحم والتعاضد لمواصلة مسيرة الآباء والأجداد بكل قوة ونضج وحسن تعامل مع المستجدات العالمية.
وزارة الداخلية ليست كأي وزارة من وزارات الدولة، فهي وزارة لها أكبر مهمات تمس حياة ورفاهية المواطن سياسياً وأمنياً واقتصادياً واجتماعياً، ولذا فخبر تعيين وزير لها لا يمكن أن يكون إلا ذا أثر كبير وبالغ في نفسيات المواطنين، وما أجد إلا الأثر الجميل المبهج في نفوس كل المواطنين بهذا الاختيار الملكي الموفق.
سدد الله الخطى ووفق سمو وزير الداخلية لتحقيق تطلعات ولي الأمر وتمنيات المواطن.
والله المستعان،,
almajd858@hotmail.comتويتر: @almajed118