قد لا أكذِّب وقد لا أصدِّق قصة حجر سجيّل، الذي عثر عليه مواطن في وادي الجرب التابع لمنطقة العقيق بمحافظة الباحة، وكان يسمى الوادي الأخضر. هذا الوادي نزل فيه أبرهة الحبشي وجنوده (كما ذكر المواطن في حديثه لجريدة سبق). الذي أصدقه موقف هيئة الآثار والسياحة، التي حينما عرض المواطن عليها الحجر محاولاً بيعه أو إهداءه لها طلبت منه كتابة معروض وصورة للهوية الوطنية مع تسليم الحجر.
أتفهم أن هناك طلباً متنامياً للمعاريض في كل مصالحنا، لكنني لا أفهم كيف ولماذا يُطلب المعروض في موضوع مثل هذا الموضوع؟!
سؤال فكَّرت فيه طويلاً بعد قراءة الخبر، ولم أجد إجابة مفيدة أو مقنعة؟!
شاب يبحث عن عمل، لماذا يكتب معروضاً؟!
المعروض هو اسم مفعول لفعل عَرَضَ. هناك السعر المعروض والإنتاج المعروض. هناك المعروض النقدي والمعروض النفطي. هناك المعروض للبيع والمعروض للشراء. كل المعاني تقود للمال وللاقتصاد؛ فلماذا يقود معروضُ دوائرِنا الحكومية لمعاني الشحاذة والتسوُّل؟!
اليوم، كل شيء يُكتب على هيئة معروض، استقالة إعلامي من منصبه، تهنئة لمسؤول من قِبل جريدة بارزة، توضيح من داعية أخطأ في حق متابعيه. ثقافة المعاريض متأصلة في ذواتنا، نكتب بها، ونطلب من الآخرين أن يكتبوا بها لنا.
هذا، وأشكر لكم حسن قراءتكم لمقالي، وتقبلوا مني فائق تحياتي!