أجل الخيبة كالحجر..
لا تصغر ولا تكبر.., قاسية، حيث وقعت أدمت..
ويا لكثرة الخيبات.., جلاميد «صخر حطها السيل من علٍ..»..!
لكن البشر عبثوا بالصخور، فتَّتوها، فتطايرت أغبرتها، رمَّدت العيون، ودكَّت الصدور..
زاد اختناق البؤساء، وكدَّ بهم المسير كدّاً...!
والخيبات تراكمت، فأعادت جلاميد الصخر لتعلو قممها، فيقيم الناس عليها دُورَهم.. بل يزينونها بالخضرة، والأضواء..
يا لمهزلة الخيبات وهي تنمو.. وهي تتلفع الخضرةَ.., تتباهى بالسموق فوق الأكتاف..تشرئبُّ لها الأعناقُ..!!
لا تصغر كالحجر.., ولا تكبر كالصخر..!!..
لكنها تتراكم، تندكُّ في جلمدة..
ويا للحزن بها وحيداً يتسلل، فيعشش في الدخائل الصامتة..!
أجل الخيبة كالحجر..
متى قُذفت أصابت.., فأدمت..!
الإنسان وحده من يعرفها..
شجُّها فيه علامة ٌ فارقة في روحه.., رفٌّ في ذاكرته.., شريطٌ في مخيلته..!
لا طبيبَ يداويها روحه.., ولا أنيس يُعَلِّلُها ذاكرته.., ولا طامس يمحوه شريطا في مخيلته..
وخيباته تترى..
والحجارة لا تعرف الكلام أبدا، إلا متى تدحرجت، فبعثت صوتها وقعاً كما تقع الخيبة تماما..!!
عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855