|
بقلم: مونيك فالكور(*):
في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، اقترحت فيفيان ريدينغ، نائب رئيس المفوضية الأوروبية، قانوناً من شأنه تطبيق حصص تمثيل نسائي بنسبة 40 في المئة ضمن مجالس إدارة الشركات الأوروبية بحلول العام 2020. لماذا فعلت ذلك؟ لأن التجربة تشير إلى أنها أكثر الطرق فعالية لزيادة تمثيل النساء بشكل ملحوظ في أعلى مراكز القيادة. وقد اعتمدت شركات كثيرة مبادرات تنويع بين الجنسين وبرامج تطوير القيادة بالكثير من الحماسة. ولكن استمرار التمثيل المتدني للنساء في أعلى مناصب القيادة داخل المؤسسات يشير إلى أن هذه الإستراتيجيات تبوء بالفشل.
والآن، وبعد أن تعرّضت مبادرة حصّة التمثيل التي أطلقتها المفوضية الأوروبية للصد، ما هي الطرق الأخرى التي يجب أن نستكشفها لضمان تقدّم النساء؟ من الضروري أن تركز الحلول المؤسسية على تطوير أداء نساء يتمتعن بقدرات عالية، وكذلك على التغيير المنظّم للعقليات السائدة في المؤسسات.
ومن الضروري أن نفهم أولاً ما الذي يعرقل النساء. لقد كشفت البحوث أن عدداً من التوجهات غير المقصودة على صعيد الاختيار والأداء مسيء بحق المرأة في طريقها إلى القمة. وبسبب الشبكات المغلقة التي يعيَّن منها أعضاء مجلس الإدارة، يقل احتمال رصد المرشحات النساء اللواتي يملكن المؤهلات اللازمة. وتواجه النساء في مناصب القيادة عبئاً أكبر من حيث الأداء بسبب وضعهن كأقلية. وفي ظل إدراك المرأة لأهمية توفير أداء خالٍ من الشوائب، تخاطر أقل مع الرجل، ومن المستبعد أن تعمل على التسويق لقدراتها، ما يجعلها تبدو أقل طموحاً في أغلب الأحيان.
والجدير ذكره أن التصرّف ضروري لإحراز تقدّم. وقد تم إطلاق مبادرة كليات الأعمال الأوروبية/النساء في مجالس الإدارة في أيلول (سبتمبر) 2011، لتكون محور جهود ريدينغ الرامية إلى تعزيز التنويع بين الجنسين في مجالس الإدارة. وقد تأتت عن هذه المبادرة قاعدة بيانات للبحث عن نساء مستعدات لدخول مجالس الإدارة حول العالم (من المتوقع إطلاقها في 12 كانون الأول (ديسمبر) المقبل) - لتكون من الموارد الممتاز للمؤسسات التي تبحث عن مرشحين تعينهم في مجالس إدارتها.
وفي حين تتوافر ثروة من معلومات البحوث لدعم قضية التنوع بين الجنسين، يقضي إجراء تغيير مستدام بالإفصاح عن حالات خاصّة بشركات محدّدة على صعيد الأعمال. فما هي الطرق التي تعتمدها شركتك لتحسين أدائها، والزيادة من حجم الابتكار، وتعيين عدد أكبر من المواهب البارزة بنتيجة ازدياد التنوّع بين الجنسين؟ من أجل الإجابة عن هذه الأسئلة، تقوم إحدى الممارسات النافذة التي يتوجّب تطبيقها على إبراز قصص نجاح قادة من الجنس اللطيف، ورصد العاملين في المؤسسة الذين يساعدون على الترويج لإنصاف أكبر بين الجنسين. وكلما كانت الجهود مرئية ومثيرة للحماسة، زاد عدد الناس الراغبين في المشاركة فيها.
*مونيك فالكور أستاذة شؤون إدارية في كلية أعمال «إي دي إتش سي» في فرنسا. وهي تركّز في بحوثها، وتعليمها، وخطاباتها على مساعدة الشركات على تصميم أداء ممتاز ووظائف ذات معنى ومسيرات مهنية وأماكن عمل وحياة أشخاص.