ليس هناك ضابط للسلوك العام في أي مجتمع مثل قانون العقوبات خاصة إذا اقترنت بالغرامات المالية أو السجن وأخص السلوك المروري لأنه موضوع مقالي. العروس الوادعة بين أحضان أجا وسلمى تصرخ مما تلقاه من فواجع وحوادث بسبب سلوكيات موتورة ومجنونة من قبل مراهقين وكبار على حد سواء أمنوا العقوبة فأساؤوا الأدب حقيقة..
... كم من أسرة فجعت بأحد أبنائها أو عائلها بسبب صغار عقول اتخذوا طرق المدينة وأحزمتها ميادين سباق، وألغوا تقاطعاتها الرئيسية من خرائط عقولهم إن كان لعقولهم خرائط. إن أهل حائل وزائريها لا يكدر صفوهم ووداعة عروسهم إلا مشاهد بعض السيارات تمر من جانبهم في طرق حائل السريعة كالرصاص، فتجعل الباقين منهم في رعب من جنون سيارات تسير بلا قيادة لأن الذين بداخلها أشباح وأشباه مجانين. فإلى الهيئة العليا لتطوير منطقة حائل وإلى إدارة المرور في المنطقة أين أنتم من كل هذا وأين (ساهر)؟، فالهيئة التي تتجه إليها الأنظار في كل ما من شأنه تطوير حائل، هذا الأمر من أول الأولوليات. وإدارة المرور معنية أولا بتنظيم السير لسلامة الأرواح والمرافق العامة. إنه أمر مخجل أن تكون طرقنا في المملكة بشكل عام من أخطر الطرق في العالم إن لم تكن أخطرها على الإطلاق، وإنك لتحار من قلة تواجد دوريات المرور في التقاطعات الرئيسية فضلا عن غيرها من أماكن الازدحام في مدننا بشكل عام. حائل العزيزة تستقبل في مواسمها ضيوفها ممن يأسرهم كرم أهلها وطيب هوائها، ويتشوفون مواسم الغيث فيها ليفدوا ويشاركوا أهلها روعة هذه المواسم بين جبالها الشماء وغدرانها الفياضة، إضافة إلى فعالياتها وأنشطتها الثقافية والرياضية كرالي حائل الدولي بمشاركيه وضيوفه من دول خليجية وعربية وعالمية، إلى جانب فعاليات وأنشطة نادي حائل الأدبي التي لفتت الأنظار ولاقت ترحيباً واسعاً، أقول كل هذا ألا يتطلب الحرص على سلامة الأهالي والضيوف، بتشديد العقوبات والتعجيل بتطبيق (ساهر) حتى يرتدع من لم يرتدع بعد؟. وإن كان للبعض منا تحفظات على نظام ساهر من حيث مضاعفة الغرامة في حال التأخر في سدادها وعدم وضع لوحات تنبه لوجود الكاميرات وغير ذلك من التحفظات، فلكل نظام إيجابياته وسلبياته فالكمال فيما شرع الله تعالى، أما ما يسنه البشر للصالح العام فيعتريه النقص، وهذا مناط التطوير والمراجعة والاعتراف بالخطأ وتقبل النقد. إن العروس ليست استثناء، فهذا الداء في جميع مدن المملكة وطرقها، ولكن لأني ابن هذه المدينة العزيزة يؤلمني ما يفجع هذه العروس الوادعة في أحضان الجبلين، كما يهمني كل وطني العزيز. وقاكم الله شر كل مستهتر ودمتم برعاية الله.
omar800@hotmail.com