يأتي الأمر الملكي الكريم بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزيراً للداخلية خلفاً لصاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز، الذي أُعفي بناء على طلبه، ضمن القرارات الحكيمة التي عودتنا عليها قيادتنا الرشيدة - أيدها الله - بوضع الرجل المناسب في المكان المناسب؛ لذا جاء القرار تأكيداً لما يتمتع به الأمير محمد بن نايف من كفاءة وقدرة قيادية رفيعة، وخبرة واسعة في المجال الأمني، وكذلك جاء تتويجاً لجهود سموه الملموسة في مكافحة الإرهاب، وتجفيف منابعه، ومحاربة الفكر الضال المنحرف.
إن الخبرة المتراكمة التي اكتسبها سموه من خلال عمله مع والده - رحمه الله - وعمه الأمير أحمد مساعداً لوزير الداخلية للشؤون الأمنية لسنوات عديدة أهَّلته لتولي المسؤوليات الكبيرة، وسهَّلت مهمته في اجتثاث شأفة الغدر والخيانة، وزادته تصميماً وإصراراً على محاربة الإرهاب والإرهابيين. وتحقق له ذلك بفضل الله ثم بدعم حكومة خادم الحرمين الشريفين، التي وفَّرت لأجهزة الأمن احتياجاتها التقنية كافة، وجعلتها على قدر كبير من الجاهزية والتفوُّق.
وقد سار سمو الأمير محمد بن نايف بمحورين في محاربة الفئة الضالة، أولاً الحزم والقوة والضرب بيد من حديد، والثاني المناصحة وإنقاذ الشباب الذين غُرّر بهم ووقعوا في براثن الفكر الضال؛ حيث اتخذ سموه «المناصحة» خطاً موازياً لسياسة الحرب والمواجهة، بوصفها أحد أبرز إنجازات سموه من خلال مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة والرعاية. وقد حققت التجربة نجاحاً ملحوظاً، وتمت إعادة تأهيل 22 دفعة من العائدين من جوانتانامو وأماكن أخرى، وذلك على مدى خمسة أعوام منذ إنشاء المركز.
ولا شك أن الأمير محمد بن نايف خير من يخلف الأمير أحمد بن عبدالعزيز لتولي وزارة الداخلية، وهي المسؤولية الأمنية الأولى في البلاد؛ فسموه يتمتع بحضور فاعل على المسرح السياسي والأمني، ويحظى بتقدير كبير إقليمياً ودولياً، وهو رجل أمن بمواصفات خاصة، ورجل دولة من طراز خاص وفريد، وقد أحبطت أجهزة الأمن - في ظل الحملة التي تبناها - أكثر من 160 عملية إرهابية، وذهبت جهود سموه وخططه إلى أبعد من الإجراءات الأمنية، ووصلت إلى استخدام التقنية لدعم الإصلاح الفكري للشباب.
وعُرف عن سموه حرصه الشديد على رعاية أُسر الشهداء وذويهم، ومتابعة أحوالهم واستقبالهم وحل مشاكلهم، فضلاً عن دوره في بناء وتحديث أجهزة الأمن، والإسهام في النقلة الكبيرة التي شهدتها وزارة الداخلية؛ حيث نال باستحقاق وشاح الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى، وهو أهل لذلك.
نهنئ صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز على الثقة الملكية الغالية التي هو أهل لها، ونسأل الله تعالى أن يمده بعونه وتوفيقه في خدمة الدين ثم المليك والوطن، وهو ولي ذلك والقادر عليه.