فاصلة:
((نحن لا نكسب شيئاً إذا تركنا الآخرين يروننا كما نحن، مثلما لا نكسب شيئاً إذا حاولنا الظهور على غير ما نحن))
- حكمة صينية -
لدينا حساسية عالية تجاه صورتنا أمام الآخرين وكمجتمع فإنّ أي ممارسات خاطئة يفعلها شبابنا، نعتبر أنها فضحتنا أمام المجتمعات الأخرى.
من أين تولّدت في أذهاننا هذه الصورة المثالية؟
وهل نحن بالفعل مجتمع مثالي؟
وهل المثالية ممارسة أم فلسفة فكرية؟
مثالية الفرد تتسبّب في الكثير من المتاعب له في مواجهته مع ذاته فهو لا يتسامح مع نفسه، وبالتالي لا يؤمن بحقه في التعايش مع الصفات البشرية غير الملائكية، وممارسة الحياة كأيّ إنسان له مزايا وعيوب، حسنات وسيئات. أما مثالية المجتمع فهي خطيرة حيث تصبغ على أفراده وهماً بالتشبُّث بمفاهيم نمطية غير قابلة للتغيير. المثالية هي وهم ابتدعه الفلاسفة ولم يستطيعوا أن يثبتوا واقعيته،
نحن مجتمع إنساني فيه الخطأ والصواب، العيوب والمزايا، وأفراده بشر وليسوا ملائكة، وحين ترتفع معدّلات الانحراف والجريمة لدينا، فهذا لا يعني أننا مجتمع غير طبيعي، بل هذا يعني النتيجة الطبيعية لعوامل متداخلة منها الانفتاح الحضاري والتطور التكنولوجي وتاريخ المجتمع الذي طغت عليه لفترة سياسة الانغلاق الاجتماعي، وصورة المرأة التقليدية في ذهنيّته، هذه بعض العوامل التي شكّلت دافعاً لارتفاع معدلات المشاكل الاجتماعية كالطلاق والانحراف والجريمة.إنما مازلنا كأيّ مجتمع إنساني فيه الخطيئة والفضيلة، فلسنا والله أفضل من مجتمع سيد الخلق محمد عليه الصلاة والسلام، وقد كان فيه الخطايا وفيه القصاص.أولى خطوات الوعي ألاّ نضع أنفسنا في أيّ قالب مهما كان... أن نتحرر من النمطية، فنحن يوماً بعد يوم نتغيّر ونكتسب من خلال انفتاحنا شيئاً من ثقافات مختلفة، وهذا ما سوف يعيد تشكيل ذات المجتمع قبل أفراده.
nahedsb@hotmail.com