بدايةً أودُّ تهنئة الأستاذ عبدالرحمن الهزاع على الثِّقةِ الكريمةِ بتعيينه رئيسًا لهيئةِ الإذاعةِ والتلفزيون السعودي، وإنْ كانتْ هذه التهنئة متأخرةً، لكن أبا ياسر يحمل قلبًا كبيرًا يعذرني.. ثمَّ إنّني أودُّ الدخولَ مباشرةً في صلبِ حديثي الذي سينصبُ حول آمالنا بالعملِ القادمِ للهيئةِ التي يتمُ العملُ على صياغةِ ملامحها في هذه الفترة؛ وربّما يعلن عنها خلال الفترةِ القليلةِ المقبلة.

عبدالرحمن الهزاع لديّه ملفات كثيرة عن التلفزيون، وهو في الواقع لن يعمل على تصحيح الأخطاء دفعةً واحدةً، وهو بالتأكيد سيؤمِّن هيكلها الإداري أولاً، وتصحيح وضع العاملين في هذا الجهاز العريق، ثم يسير في الإصلاح خطوةً بعد أخرى.

أغلب الذين يرتبطون بالعمل مع التلفزيون السعودي سواء العاملين فيه، أو المنتجين كانوا متفائلين بتعيين الهزاع رئيسًا لقطاع التلفزيون.. وهذا التَّفاؤُل لم يكن مصدره (فراغ)، بل جاء عن واقع لمسوه من هذا الرَّجل، جعلهم يتجهون ناحية الفرح أن وصل لهذا المنصب المستحق.

على مكتب الهزاع ملفات كثيرة لكنَّها ليست (شائكة) مثلما يظنّ البعض، وأرجو أن يكون مسح الصورة الذهنية (السلبية) عن قنواتنا أهم هواجسه.. كما أنني أرجو أن يبدأ عمله بالقناة الإخبارية، وتحويلها من فضائية (معلبة) إلى قناةٍ (حيّةٍ) تعمل باحترافيةٍ.. كما أنَّ القناة الثانية الناطقة بالإنجليزية تحتاج لعمل كبير.

شيء مهم أودُّ التطرَّق له وهو انعدام الراعي الإعلاني في برامج التلفزيون السعودي والإذاعة، وعودة المعلن شيءٌ مهمٌّ ورافدٌ ماليٌّ كبير، يساعد على تحسين الإنتاج وزيادةِ المدخولِ الماليّ.. ففي بقية القنوات العربيَّة يوجد راعٍ إعلاميٌّ حتَّى على نشرات الأحوال الجويّة.

يؤمن عبدالرحمن الهزاع بالإعلام الجديد، وهو يعلم أنَّ هذا الإعلام يلد من رحمه كلّ يوم برامج توعوية وترفيهيَّة، يقوم بها شباب (هواة) ويجدون حظوة عند الجمهور، كما أن الإعلام الجديد، أعطى المشاهدينوالجماهير ما افتقدوه في القنوات الحكوميَّة.

ليس الجمهور السعودي وحده من ينتقد الإعلام الحكومي الرسمي، بل هو حالة تنتاب الجمهور في كلِّ أنحاء الوطن العربي، خاصة بعد ولادة آلاف الفضائيات العربيَّة بمختلف ميولها وتوجيهاتها.

كلَُنا مع الأستاذ عبدالرحمن الهزاع فيما يراه ويفعله.. وثقتنا فيه متجدِّدةٌ، ليفعل شيئًا أمام باقة الفضائيات السعوديَّة التي أرجو من كلِّ قلبي أن تَتحوَّل من مُجرَّد قنواتٍ إلى (إمبراطورية) نفاخر بها في كلِّ مكان..