رسالة مؤلمة من زوجة سابقة أضعها بين يدي الفقهاء بغية أن نسمع رأيهم ونصل إلى نتيجة عادلة تحقق لنساء المجتمع الأمن والأمان والاستقرار، فمثل هذه القضية جديرة بالنقاش، بل والتحاور حولها في المجمعات الفقهية والمؤسسات الشرعية.
تقول صاحبة الرسالة:
إنها تزوجت من شاب قبل ثلاث سنوات وعاشت معه عيشة لؤم وشقاء وجفاف عاطفي كاد أن يقتلها، ومع كل محاولاتها تصحيح هذا الوضع إلا أنه كان من سيئ إلى أسوأ، نكل بكل عواطفها وقتل حبها ومزق ما تبقى من أمل داخلها، لجأت للأقرباء فلم تجد حلاً هددت بالقضاء فكان منه الاستخفاف لكونه كما يظن يمارس دوره الرجولي معها، بكت كثيراً وسهرت أكثر، كانت وردة فذبلت، وكانت شجرة باسقة فانحنت، أنجبت منه وردتين، وخوفاً منها عليهما قررت طلب الخلع.
تقول:
كان يوماً مؤلماً لي وأن أدخل مبنى المحكمة حاملة ورقة أطلب بموجبها خلاصي من والد ابنتي، ولكنه قدري، قدري الذي ما كنت يوماً أتمناه، طلبت الخلع فكان أن حُكم لي به بعد مداولات استمرت أشهراً، طالبني بما أمهرني إياه وكان مائة الف ريال، حاولت أن أبين للقاضي أنني عشت معه سنوات وأنجبت وتعبت ومرضت كل ذلك بسببه فهل يعقل ألا يكون لذلك ثمن ؟! فما كان من القاضي إلا أن قال لي: إن كنت تريدين الخلاص فادفعي !
لم يكن أبي موسراً ولا أحد من إخوتي، عانيت كثيراً وتألمت أكثر وأن أطلب من القريبات المساعدة لأحصل على حريتي وكان له ما أراد ودفعت له المائة الف ريال كاملة غير منقوصة.
هذه قصة من مئات القصص إن لم تكن آلاف، أقف أمامها حائراً، كيف تعيد له مهره وهو قد قطف زهرة شبابها، بل أكثر من ذلك أنجبت له ذرية ؟!
كيف تعيد له مهره وهي باتت أماً مطلقة بسببه ؟ !
كيف تعيد له مهره وهي أنفقت جله إن لم يكن كله من أجل أن تظهر أمامه جميلة أنيقة ؟!
كيف.. وكيف.. لا أجد لها إجابة شافية، ولا أتوقع من القضاة إجابة لكون ما يحصل ليس وليد اليوم وإنما هو إرث قديم لا أعلم ماهو مستنده الشرعي، وهل المستند الشرعي نص صريح عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أم مجرد اجتهاد علماء ؟
إن قضايا المرأة الجديرة بالمناقشة والبحث ليست قضية قيادة السيارة ولا العمل، وإنما القضايا الجديرة حقاً بالنقاش هي ما البست لباس الشرع وفيها مخالفة شرعية، وماهي مخالفة اصلاً للشريعة كالعضل والحجر وأكل الحقوق، وما أكثر هذه القضايا في مجتمعنا.
إنني أتطلع إلى نقاش مثل هذه القضية نقاشاً علمياً صريحاً واضحاً من أجل أن يعرف كل طرف حقوقه وما له وما عليه.
والله المستعان.
almajd858@hotmail.comتويتر: @almajed118