سعادة رئيس جريدة الجزيرة سلَّمه الله
السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
تعقيبًا على مقال الأستاذ سلمان بن محمد العُمري المنشور في جريدة الجزيرة يوم الجمعة الموافق 17-12-1433هـ العدد (14645) تحت عنوان (ترويض الأسود وعسف المهرة) أردت أن أدلي بدلوي في هذا الموضوع الشيق، والحيوي لكونه يتناول نمط الحياة الزوجية، كما يجب أن تكون عليه في ظلِّ تشريعات الإسلام وتوجيهاته الكريمة، ولا شكَّ أن العلاقة الزوجية بِكلِّ جوانبها وما تتركه من آثار سواء كانت ناجحة أم فاشلة لها تأثيرها الذي لا يخفى على أفراد الأسرة، بل يمتد هذا التأثير إلى المجتمع ككل لأنَّها جزء منه.
لقد أحسن الكاتب -جزاه الله خيرًا- في تلمس مثل هذه الموضوعات التي على الرغم من كثرة طرحها وتناولها في مختلف وسائل الإعلام تبقى الحاجة ماسَّة لمعالجتها ورصد ظواهرها وتلمس الحلول لأبرز مشكلاتها وكان مما استوقفني من كلام الكاتب الفاضل ما يلي:
أولاً: ذكر الكاتب أن المرأة تستطيع إن أرادت أن تملك قلب الزوج مهما كانت قسوته. ولي هنا تساؤل: هل هذه قاعدة مطردة لا يستثنى منها أحد، أو أنها أغلبية تنطبق على الأغلب منهن فقط، لأن هناك من النساء من تصبر وتحسن ولكنَّها لا تجد من زوجها إلا الجحود وسوء المعاملة وتوجد فئة من الأزواج يحظر على الزَّوجة مطالبتها بحق من حقوقها ويُعدُّ ذلك من قبيل العصيان والتمرد، ثمَّ إن القسوة -في نظري تتفاوت فقد تصبر الزَّوجة على قسوة الكلام أو قسوة المعيشة ولكنَّها لا تصبر على القسوة البدنية أو العنف الجسدي.
ثانيًا: أحسن الكاتب سلمان العمري في الإشارة إلى دور الآباء والأمهات في تعزيز العلاقة الزوجية وهذا موضوع بالغ الأهمية، وحبذا تفعيله والتنبيه عليه من قبل المؤسسات الاجتماعيَّة، ووسائل الإعلام وخطب المساجد، لأن الزَّوجَين - خاصة في بداية حياتهما الزوجية - قد تمر بهما مواقف كثيرة لا يملكان الخبرة أو المعرفة لاجتيازها، وقد تعصف بحياتهما عاصفة الشجار، أو عدم الانسجام بين الطبائع، فتقتلع عشهما الصغير بسبب أمور يمكن تفاديها مع أن هذا الدور لا يعني التدخل في حياة الزَّوجَين بحيث لا تكون لهما خصوصية ينعمان بها ولكنَّه دور يقوم على المتابعة، وتقديم النصح، والمشورة، والاحتواء، ومساندة الزَّوجَين حتَّى تصل سفينة حياتهما إلى بر الأمان.
د. آمنة بنت علي الوثلان - أستاذ الفقه المساعد بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن