انتقلت إلى الرفيق الأعلى مساء الأحد 12-12-1433هـ أُمِّي الغالية وأحتسبها عند الله الرحيم الكريم الغفور، وقد كتبتُ هذه الأبيات الرثائية:
1- يأسى الشعورُ فيسكبُ الأشجانا
يُعييه حزنٌ أمطرَ الوِجْدانا
2- فبكى الفؤادُ تألَّمتْ أرجاؤنا
والبابُ أُغلقَ هيَّجَ الأحزانا
3- قد ودعتْ أُمِّي الرؤومُ حياتَنا
فغدوتُ طفلاً تائهاً حيرانا
4- أمِّي رحلتِ وفي فؤادي حُرقةٌ
حزنٌ عميقٌ يطلبُ السلوانا
5- سالت دموعي من محاجر مقلتي
تبغي هدوئي تُخمِدُ النيرانا
6- داعي اليقينِ سرى فهدَّأ روعتي
صبراً ثباتاً حاذِرِ الشيطانا
7- كلٌ يذوقُ الموتَ حقاً ثابتاً
كتبَ الإلهُ قضاؤهُ قد حانا
8- حمدًا إلهي من فؤادي نبعُها
إني رضيتُ أُحقِّقُ الإيمانا
9- إنا إليك الراجعون إلهنا
فاجبر مصابي ثبِّتِ الأركانا
10- اخترتَ أمي يا إلهي فارحمن
تلك الحنونَ وأوسِعِ الغفرانا
11- ولها اجعل الفردوسَ ربي منزلاً
واكتبْ لها الإنعامَ والإحسانا
12- أُمِّي لها في القلبِ حبٌّ صادقٌ
لهجَ القصيدُ بِحُبِّها وأبانا
13- الروحُ فاضت في هدوء ظاهرٍ
بعد الفريضة واليقينُ أتانا
14- قد زرتُها قبلَ الرحيلِ مُسلِّماً
قالتْ بشوقٍ: رتِّلِ القرآنا
15- فقرأتُ من آي الكتابِ مُشنِّفًا
سَمْعَ الحبيبةِ والسكونُ زهانا
16- حتى اطمأنَّتْ وارتوت قسماتُها
نورًا وحيَّتْ زائرًا عِرفانا
17- هي هكذا تبني قصورَ محبةٍ
وصْلاً وطيبًا عاطرًا ملآنا
18- حملتْ همومًا أرهقتْ أركانها
فالقلبُ يشقى عزمُهُ مالانا
19- تبغي بنيها والبناتِ بنعمةٍ
حُبَّاً وتُهدي الأجمعينَ حنانا
20- فاضت طهارةُ قلبها فيها الوفا
حازتْ قبولاً ذِكْرُها قد زانا
21- وردتْ رياضَ الصالحاتِ بِهمَّةٍ
كم تُخجِلُ الأصحاحَ والُشبَّانا!
22 – عذُبتْ لنا ألفاظُها شهدٌ صفا
كم قد شربنا فيضَهُ ألوانا!
23-أمِّي وهل يُحصي القصيدُ مناقِباً
لحبيبةٍ عِزٌّ لها أروانا؟
24-سأظلُ يا أُمَّاهُ ألهجُ داعياً
لكِ بالجِنانِ إلهنا المنَّانا
25- اربط على قلبي إلهي أنزلن
منك السكينةَ ثبِّتَنَّ جَنَانا
26-واخلفْ بخيرٍ وأجُرنَّ أُبيَّنا
زدنا الأجورَ وفرِّجِ الأشجانا
شعر/ عبد الله بن سعد الغانم - تمير