ليست هناك دولة في العالم بأسره تستطيع وضع رقيب لكل إنسان لا يفارقه ليلاً ولا نهاراً؛ ولكن الخالق البارئ المصوّر جلَّ وعلا هو الرقيب وهو الحي القيوم وهو أقرب للإنسان من حبل الوريد يعلم ما توسوس به نفسه لا يفارقه أبداً ولا تأخذه سنة ولا نوم. وهو سبحانه العالم المطلع على كل
ما يدور في خلجات النفوس، وهو جلّت قدرته حرَّم الجرائم وأمر في كتابه على القضاء عليها وعلى أسبابها وأن نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم بيّن لأمته أهمية ممارسة التربية الإسلامية التي تحرَّم كل الأعمال الضارة وتمنع حدوثها وأمر نبي الرحمة بتطهير البيئة وبتهذيب النفوس والتدريب على أعمال الخير والتمسك بالأخلاق.. وأن البيئة الفاسدة عكس الصالحة تصديقاً لقوله تعالى: {وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لاَ يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِدًا} (58) سورة الأعراف.
إن الدين الحنيف يأمرنا بحماية الأرواح والأعراض والأموال وكافة الممتلكات ولهذا فإن حادثة انفجار شاحنة الغاز التي حدثت مؤخراً في الرياض يدعونا إلى التفكير كثيراً والعمل الأكثر في محاربة الجرائم والفوضى والاستهتار بالقيم ، بكل أسف تناقلت وسائل الإعلام المختلفة أن هناك من تعاملوا مع هذه الحادثة رغم قلتهم بطريقة لا تليق بمجتمع إسلامي ووجدوها فرصة لسرقة بعض الممتلكات من الأماكن المتضرّرة، وهذا بطبيعة الحال أمر يتنافى كلياً مع ديننا وعاداتنا وتقاليدنا وأعرافنا! فبمثل هذه الحوادث يتوجب علينا جميعاً التعاون مع رجال الدولة وحفظ النظام، ولسنا بحاجة على الإطلاق أن نذكّر بتضافر الجهود لأنه واجب ديني وأخلاقي ولسنا بحاجة إلى أن يتحوّل مجتمعنا إلى مجرمين لأن الإجرام ما يجر وراءه إلا الويلات للوطن وأهله؛ إننا ندعو الجميع أن ما حدث لن يتكرر مستقبلاً ولندرك أن العودة إلى الحق أفضل من التمادي في الباطل.
نسأل الله أن يجنب بلادنا كل الكوارث والمحن وأن يهدي الجميع، والله المستعان.