مرت أحداث مباراة الأهلي والاتحاد مرور الطيف على الاتحاد السعودي لكرة القدم، وكأن المباراة لا تعنيه ولم تقم بين فريقين ينتميان له، وهو بذلك يوحي بعدم قدرته على اتخاذ أي قرار فاكتفى بالإشارة إلى أن المواجهة تقام تحت مظلة الآسيوي وأن ما جرى فيها من شئون الاتحاد الآسيوي فقط.
لقد كان حريًا بالاتحاد السعودي أن يثبت قوته وأن يؤكد استقلاليته، وأن يضرب بيد من حديد على كل عابث مستهتر سواء كان لاعبا أو أداريا أو مشجعا ، فالسمعة في النهاية سمعة الرياضة السعودية ، وما جرى كان داخل ملعب سعودي، وعلى الأقل وبعد أحداث كانت حديث القارة بأسرها، كان على اتحاد الكرة أن يعقد اجتماعا عاجلا طارئا، وأن يسجل موقفًا، وأن يتخذ قرارات حازمة، وأن يحاول أن يعيد الأمور إلى نصابها، وأن يؤكد حرصه على النظام وهيبته حتى لو كانت المباراة خارج مظلته، وكلنا يتذكر القرارت التي صدرت في وقت سابق ضد لاعبين سعوديين وإيقافهم عن المشاركة محليًّا بسبب أخطاء وقعت في مباريات قارية أو إقليمية وفي ملاعب خارج السعودية وأبرزهم يوسف الثنيان والجمعان ولاعب الهلال الأجنبي السابق الكاتو، فهل تغيرت الأنظمة أم تغيرت المقاييس أم ماذا....
إن السكوت على الأخطاء وغض الطرف عنها بحجة عدم العلاقة بها أمر له تبعاته بلاشك، وهو يسهم بشكل أو بآخر في تطور الأمور إلى الأسوء، وقد رأينا الصدى يرجع سريعًا في مباراة صغار الاتحاد والأهلي، فلو أن اتحاد الكرة اتخذ قرارت مباشرة لهاب الصغار وما كرروا تصرفات الكبار ... ولكن.
لقد قتلت الروح الرياضية وقتل معنى التنافس الشريف وصدرت حركات تنافي الذوق العام... ومعها ضاع النظام وأهدرت هيبته، وليس أسوء منظرًا من لاعب فعل الكثير وتجاوز الحدود تجده يشارك فريقه في أول مباراة بعد الأحداث وكأنه لم يفعل شيئا البته وقد حدث ذلك للأسف.
في الجانب الآخر وعلى الصعيد الإعلامي انصرف كلٌ للدفاع عن لاعبي فريقه المفضل ورمي تهمة الشرارة الأولى على أطراف أخرى، دون الحديث عن الأمر برمته وخطورته وتداعياته ومسبباته وأثاره المستقبلية والمطالبة بمعاقبة كل من كان له يد في الأجداث، وهم الذي كانوا في أحداث سابقة يرتدون ثوب الناصحين الباكين على النظام المطالبين بسن عقوبات رادعة ، لكنها الألوان والتعصب تصرفهم كيف تريد، وهو ما يؤكدونه في كل حادثة وأخرى.
الغريب في أحداث الديربي الآسيوي : الإداريون دخلوا الملعب فور نهاية المباراة وكذلك مشجعون ولاعبون من خارج القائمة فاختلط الحابل بالنابل واضطر رجال الأمن للتدخل حتى لا يتطور الأمر ، في منظر لم نكن نريده ولا نتخيله إطلاقا... ومع ذلك لم يتدخل اتحاد الكرة الموقر.
أصدقكم القول: لقد خسرنا الأمير نواف بن فيصل ورئاسته لاتحاد كرة القدم كثيرًا خاصة وأن شيئًا لم يتغير إيجابيًا على مستوى الكرة السعودية.. فمنتخباتنا مازالت تخسر وتودع البطولة تلو الأخرى.. ومنتخبنا يتراجع في التصنيف العالمي، واتحاد الكرة لا جديد... وكلنا نترقب الانتخابات المقبلة، فعساها تأتي بالجديد وتصنع التغيير المنتظر!!
مراحل ...مراحل
* إذا لم يكن الحكم قادرا على حماية نفسه.. فكيف سيكون قادرًا على حماية القانون؟؟
* لا يوجد فريق تعرض لما تعرض له التعاون من أخطاء الحكام هذا الموسم، ولولا تلك الأخطاء لكان الفريق في موقع غير موقعه الحالي في الدوري.
* الهلال مازال تائهًا.. والأمر ليس وليد اليوم ولا وليد الإخفاق في دوري أبطال آسيا، بل هو استمرار لما كان عليه الفريق طوال الموسم الماضي، ولا يعلم أحد متى ستتدخل الإدارة الهلالية لإنقاذ فريقها من حالته والعمل على النهوض به، إلا إذا كانت هذه الحالة تعجبها، أو أنها صدقت ما يردده البعض بأن الهلال في الصدارة فماذا تريد جماهيره أكثر من ذلك.
* جماهير الهلال اعتادت على رؤية فريقها بطلا، واعتادت عليه وهو يقدم متعة كروية كاملة الدسم، ولم تكن ترضى عنه عندما يهبط مؤشره، لذا كانت هذه الجماهير أحد أهم صناع تاريخه.
* جماهير الهلال تريد مشاهدة هلالها... وهذا من أبسط حقوقها.
* الهلال الذي لعب أمام الفيصلي لا يمكن أن يكون الهلال الذي تبحث عنه جماهيره!!
* في الهلال لاعبون لايمكن أن يجدوا فرصتهم ولا حتى احتياطيين في أندية أخرى!!
* وفي أندية أخرى يتمنون نصف جماهير الهلال... وشيء من مواقفها!!
* مازال التعليق الرياضي يتراجع للخلف بسرعة الصاروخ.. بعش المعلقين لم يعد يفرق بين مايك التلفزيون ومايك الرابطة !!
* يالبيه.. ياويلي ويلاه.. الشيطان الصغير.. وعبارات التشجيع المتعصبة.. تنطلق من كبائن التعليق، التي كان يفترض أن تكون منبر توعية وتثقيف وحياد!!
sa656as@gmail.comaalsahan@ :تويتر