قرأتُ في عدد الجزيرة 14634 عن أسعار الأضاحي في سوق بريدة وغيرها من الأسواق، وجاء الخبر يفيد بوصول سعر الخروف إلى 2500 ريال، وهذا - بلا شك - سعر مرتفع ومبالغ فيه، والكثير لا يستطيعه حتى وإن كان ألف ريال؛ فهناك شريحة كبيرة من المجتمع لا تستطيع دفع مثل هذه الأثمان في شراء أضحية نظراً لقلة دخلهم المادي، مع أنهم كانوا يرغبون بل يتمنون أن يضحوا هذا العام ويطبقوا سُنّة أبيهم إبراهيم عليه السلام ويفرحوا بالعيد مع أبنائهم بذبح الأضحية، لكن قلة المادة منعتهم، وجشع الكثير من البائعين ممن يستغلون الناس بفرض السعر الذي يريدون طمعاً في الحصول على المال الكثير على حساب الآخرين من أصحاب الدخل المحدود. وقد يقول قائل: من كان دخله محدوداً فليس ملزماً بأن يضحي. وهذا الكلام صحيح، ولا غبار عليه، ولكن هل هذا هو الحل، أن يبقى هؤلاء دون أن يضحوا؟ أم أن الحل أن يرفق البائعون بالناس ويبيعوا بالأسعار المعقولة؛ إذ لا ضرر ولا ضرار، فيكسبوا كلتا الحسنيين بالرفق بالعباد والكسب المادي حتى ولو كان قليلاً، ببيع ما لديهم من بهيمة الأنعام. وكم أتمنى أن تكثف الرقابة على هؤلاء بمنعهم من استغلال المواسم بالبيع بأسعار خيالية تفوق سعر البهائم الحقيقي المعقول؛ حتى يتسنى للكثير من الناس شراء أضحية؛ لتكتمل فرحتهم بالعيد مع أهلهم وذويهم، بل أتمنى أن تطول الرقابة كل أصحاب السلع في شتى المجالات لمنعهم من رفع الأسعار مستغلين المواسم وغفلة الرقابة عنهم، وإذا قامت وزارة التجارة بذلك ستعود الأسعار إلى طبيعتها، وسنجني ثمرة ذلك خيراً.

صالح بن عبدالله الزرير التميمي- الرس