جمعتني بأبي عبد الله مهنة التعليم فقد كنت زميلاً له في المدرسة الفيصلية الابتدائية في بريدة، فكان نِعم الزميل ونِعم الصديق، حاز على رضا زملائه واحترام تلاميذه وتقدير محبيه.
ومنذ ذلك الحـــين توطــدت صداقـتـنــا باجتماعات مع الزملاء والأصدقاء وبمناسبات كثيرة متكررة كالسفر واللقاءات، وبعد انتقالنا لمدارس أخرى لم تنقطع الزيارات فيما بيننا، فقد كان يزورني وأزوره، وكنا نخرج سويّاً لقضاء بعض الوقت هنا وهناك، ولازال الود سائداُ بين عائلتينا.
عرفت في الأستاذ سليمان - رحمه الله - بشاشته وتفاؤله وحرصه على كل ما يقرّب من الله والدار الآخرة من القول والعمل وكان محباً لوطنه، يقضي حوائج أهله بكل أريحية وسرور، يحرص على تربية أبنائه تربية صالحة حسنة، كما كان يحترم جيرانه ويتودد إليهم، وكان يسعد بأصدقاء والده ويزورهم كلما سنحت له الفرصة.
في يوم وفاته بكى عليه أهله وزملاؤه وتلامذته ومحبوه الذين امتلأت بهم مقبرة (الموطأ) حيث شيعه خلق كثير من مختلف الأعمار وكانوا يدعون له بالرحمة والمغفرة والرضوان والجنة.
ولئن فقدنا صديقنا العزيز فإن عزاءنا بأبنائه عبد الله وعبد المجيد ومحمد أن يحيوا مآثر والدهم ويسيروا على نهجه، إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنـــا على فراقك يا أبا عبد الله لمحزونون، فهذه إرادة الله الـــذي لا رادّ لقضائه ولا معقِّب لحكمه، له ما أخذ وله مـا أعطى .. إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعون .
إبراهيم بن سليمان الوشمي