عطفاً على انفجار شاحنة الغاز الذي حدث بمدينة الرياض، طرحت آراء عدة حول الموضوع سواء كانت آراء نقدية أو آراء تصف الواقع كما هو، ومع وسائل الاتصال المجتمعية الجديدة كتويتر، أصبح لكل شخص أن يدلي بدوله أو يعلق برأيه. بعد الدعاء بالرحمة على المتوفين نتيجة ذلك الانفجار أشارك هنا ببعض النقاط المختصرة المتعلقة بالموضوع والتي آمل أن تكون مفيدة في التخطيط المستقبلي للموقع ومنطقة الحادث بصفة عامة.
قبل التطرق للحادث يجدر بنا أن نتطرق إلى الجسر والطريق ذاته وكيف أننا تعودنا فيه الازدحام يومياً وتعودنا مرور الشاحنات فيه في كل وقت تقريباً، لأنه المخرج من الرياض باتجاه الشرق. الملاحظ هو أن الشاحنات تلتف على منع السير بالطرق الرئيسية داخل المدينة فتلجأ إلى الخروج من حي النسيم (الشرق) إلى منطقة الجسر التي حصل بها الحادث ثم الانطلاق عبر طريق الدمام شرق، وكأن تلك النقطة تقع خارج نطاق المدينة العمراني. نقطة الجسر تلك تشكل المدخل للشؤون الصحية بالحرس الوطني بمدينتها الطبية وجامعتها، طلابها وموظفيها ومراجعيها، وكذلك مدخلاً للحرس الوطني بصفة عامة. بمعنى آخر تلك النقطة يمر بها خلال ساعة الذروة حوالي 30 ألفاً أو أكثر. أشرح ذلك لأصل إلى نقطة تتعلق بالتصميم المقترح لطرق شرق الرياض وتحديداً أراه أصبح ضرورياً فتح امتداد شارع المية (امتداد مخرج 15) ليمر من خلف الشؤون الصحية بالحرس ويخرج باتجاه طريق الدمام. حالياً الخط يتوقف عند شبك- حدود أراضي الحرس الوطني ولست أعلم هل إيقاف ذلك الطريق عند تلك النقطة هو المخطط له أم أن هناك صعوبة في مروره بأراضي الحرس الوطني، لدواع أمنية!
أقترح بحث هذا الأمر بين وزارة النقل، أمانة الرياض، هيئة تطوير الرياض ورئاسة الحرس الوطني، فذلك مطلب حيوي وخصوصاً في ظل الأعمال التي ستشمل هدم جسر المغيزلية وإعادة بنائه أو بناء نفق مكانه وما قد تأخذه من أعمال تمتد لشهور عديدة. فتح طريق (المية) ضمن أراضي الحرس لن يتطلب بناء جسور في غالبيته، حيث سيمر عبر أرض فضاء لا تقاطعات كبرى فيها. في نفس السياق أرى أن إعادة تصميم منطقة الحادث تتطلب إنشاء نفق على طريق خريص وجسر علوي على طريق جابر أو العكس.
النقطة الثانية التي ألاحظها في شرق النسيم والنظيم وما حولها من أحياء هو قلة تواجد الدوريات الأمنية والمرور ويبدو لي أن هناك اتكالية على الحرس الوطني ليتولى المهمة الأمنية بتلك المناطق ومناطق خشم العان. ربما صنع الأمر نوعاً من الفجوة أو الاتكالية بين مرور وأمن الرياض من جهة والحرس الوطني من جهة أخرى قاد إلى أن تصبح تلك المنطقة غير منضبطة في جوانب المرور والرقابة الأمنية الصارمة. ربما أكون مخطئاً في تفسيري، لكن المؤكد أن ملاحظة ضعف تواجد المرور بتلك المنطقة محدود مما كان يتسبب في فوضى سير الشاحنات وسط الأحياء وعلى نهاية طريق خريص. بعد حادث الانفجار لاحظت وجود المرور والدوريات بالمنطقة فنرجو أن يستمروا في هذا التواجد النشط. طبعاً لا نلغي دور الحرس الوطني فقد كان لوجوده في المنطقة الأثر الكبير في عملية الإنقاذ والتعامل مع الحادث، وبالذات الشؤون الصحية بالحرس الوطني التي تولت إسعاف جل المصابين لما تحويه من مركز طوارئ متميز وكوادر مؤهلة للتعامل مع الكوارث الميدانية.
يتبع في المقال القادم
malkhazim@hotmail.comلمتابعة الكاتب على تويتر @alkhazimm