سجلت الأسابيع الماضية، عدداً من الأعطال في رحلات الخطوط السعودية، كما ارتفعت نسب عدم رضا الركاب، من الخدمات الأرضية والجوية والوجبات، إلى مستويات غير مسبوقة.. كل هذا ربما سيحرك القيادات التنفيذية، لإيجاد آليات جديدة لخدمة الركاب.. ليس عيباً أن تعترف خطوطنا بأخطائها، كما فعلت مع وجبة الصرصور الحي، العيب أن تستمر في إنكار كل ما يَرِدُ من انتقادات على ألسن الركاب أو في مقالات الكتّاب أو في البرامج الحوارية المباشرة.
لقد أصبح من الواضح جداً، أن الأساليب الإدارية التي تعتمد عليها الخطوط السعودية في إدارة مرافقها، هي أساليب منقرضة بكل معنى الكلمة.. كما أن التعالي والغطرسة و»أيشْ فهّمَكْ إنتَ»، لم تعد تنجح مع جيل جديد من الركاب، يعرف كل صغيرة وكبيرة عن الطائرة التي سيركبها، وكم هي الحدود المقبولة دولياً للتأخر، وماذا يجب أن يُقدم له ومن يقدم له من وجبات، وكيف هي الأحوال الجوية.. جيل لا يمكن أن تتفلسف عليه، وأن تحاول أن تشعره بأنك تفهم أكثر منه.
هذا ما نقوله دوماً.. قولوا للأنظمة البالية والعقول المتكلسة، وداعاً؛ ورحبوا بالأنظمة الحيوية والعقول الشابة، فهي ما ستنقذ الخطوط السعودية وغيرها من القطاعات التي صارت الأخطاء فيها ملمحاً يومياً، قد يهدد بعضها حياة المواطنين والمقيمين.