الطـيـور التي أيقظتنـي الصبيحة كانت
تغرد حولي مبللة بالرذاذ
وممعنة بالنشيد الجميل
حاملة عطر زهر البوادي
ورائحة الشيح
مضمخة بنسيم الشمال العليل
وإذا ما هبّت (النود) منعشةً
أيقظت روحي الظمأى إلى العشق
منذ زمانٍ طويل.
قلت يا أي هذي الطيور الجميلة
من أين جئتِ؟!
أمن صحصحان (الحماد)؟!
(عنازه) (لاها) (طريف) (أحامر)
(تعساء)، (ندفاء)
(حزم الجلاميد)، (خبرا عروس)
أم البردويل؟!
وهل ذُقتِ من (حلوة الجوف)
لو (فذّهٍ)
وهل استرحتِ - قليلاً - على قمة (مارد).؟!
أم هل نهلتِ قليلاً من الماء على ضفة تلك البحيرة قرب حدود النفود؟!
تعكس الماء عند اشتداد الظهيرة (مصقولة كالسجنجل)
وهل ذقتِ من سلّة الفاكهة
في (طبرجل)؟.
حيث يعانق رُمانها التين
والزهر يصرخ عطراً
بظل السفرحل
وحيث (الشرارات) الذكيين
والظريفيين والأقوياء، فوق النجائب تلك التي تسبق الريح يطوون بُعد المسافات من (نازح السمهدان) بوقتٍ قليل
إيه علّ الغيوم المطيرة تهبط من عاليات المدى ولها تترجّل.
تُداعب أعلى شواشي النخيل.
تُبشّر سكان تلك البوادي بمأتى الربيع المُعجّل.
وانهمار السحاب الوبيل.
علّ براّقه فوق (قومي قلوب الذئاب)
(رويل)
وفوق (هديبٍ) وفوق (صوير)
وما بين (نقرتي الشام والجوف)
فالحماد إلى القريتين بذاك المسير الطويل.
تفرّ القبائل من وجهها إذا أزمعت بالرحيل
وأيضاً لعلّ براقها فوق (السراحين) الكريمين اللذين يحييون أضيافهم هكذا:
(يا هلا بكثر مرور السحاب
ومسرى الركاب
وعدّ التراب
وما سارت الخيل
و(برطم) خطوى النجيل
***
الطيور التي أيقظتني الصبيحة تلك
الطيور
الطيور
حملت لي أخبار كل الشمال
فمعذرة سادتي، إن لم أتذكر بعض القبائل - أيضاً - وبعض الأمور.