ينشغل الأمريكيون اليوم بإجراء الانتخابات الرئاسية والنيابية، حيث يصوِّت الأمريكيون اليوم لانتخاب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، وأعضاء مجلس النواب - جزء من مجلس الشيوخ -، وتُعد انتخابات اليوم مرحلة مفصلية تُواجه حياة الأمريكيين الذين ينتظرون نتيجة التصويت التي تُحدد مصير العديد من القوانين التي أعدَّها الرئيس المرشح الديمقراطي باراك أوباما والذي في حالة فَقْدهِ منصبه فإن الأمريكيين، وبالذات أبناء الطبقة الوسطى سيفقدون الكثير من الدعم، وخصوصاً التأمين الصحي ومشاريع تشديد الرقابة المصرفية وحماية المستهلك وقوانين تنظيم الهجرة والضرائب التي يسعى الرئيس أوباما إلى رفع نِسبها على الأثرياء وتخفيفها على الفقراء وأبناء الطبقة الوسطى.
ويعتقد المتابعون للشأن الأمريكي والمختصون بالانتخابات الأمريكية التي تتعدى انتخاب الرئيس إلى أعضاء الكونجرس وثلث أعضاء مجلس الشيوخ أن الإبقاء على أوباما وحصول حزبه على أغلبية في الكونجرس سيُبقي أمريكا على طريق يسار الوسط، أما إذا ما فاز ميت رومني وحافظَ الحزب الجمهوري على الأغلبية في مجلس النواب، وتخطّى الديمقراطيين في مجلس الشيوخ، فإن أمريكا ستنتكس وتعود إلى الأسلوب المحافظ والذي قد ينحدر إلى رجعية تُلغي كل ما قام به أوباما، وبخاصة برامج الرعاية الصحية ومراقبة المصارف ورفع الضرائب على الأثرياء.
وقبل أن يتوجه الأمريكيون إلى صناديق الاقتراع، يتساوى المرشحان على المستوى الوطني إذ حقق كلٌ منهما 48 بالمئة من أصوات المستطلعين، مع تفوُّق طفيف للرئيس المرشح الديمقراطي باراك أوباما في الولايات المؤثرة، أوهايو وفلوريدا وفرجينيا وبنسلفانيا، مستفيداً من دعم أصوات الأقليات والنساء والعمال.
وكون أوباما يجمع حتى الآن 237 صوتاً مُرجحاً من الكتلة الانتخابية، فإنه أكثر قدرة على جمع 270 صوتاً من منافسه مرشح الحزب الجمهوري الذي لا تتعدى الأصوات المرجحة له 191 صوتاً.
أوباما ورومني كلاهما يعملان بحماس وجدية في الولايات المهمة، وخصوصاً أوهايو وفلوريدا وكورلاينا الشمالية التي يتقدم فيها أوباما، إضافة إلى فرجينيا التي يتعادل فيها المرشحان، وهذه الولايات الأربع إضافة إلى نيويورك وكالفورينيا تُشكِّل أهم الولايات لما تُقدمه من مندوبين إلى المجمع الانتخابي.
معسكر أوباما متفائل جداً، رغم أن معسكر رومني يتحدث عن مفاجأة ستقلب الموازين خصوصاً أنهم يتحدثون عن اختراق في كورلاينا الشمالية وفرجينيا، مع ضعف إقبال الناخبين في نيويورك التي تدعم أوباما، ومع هذا لا يزال الوضع النهائي غير مؤكد، فكلا المعسكرين يتوقع فوز مرشحه مما يجعل هذه الانتخابات شبيهة بانتخابات عام 2004م التي تنافسَ فيها جورج بوش الابن والمرشح الديمقراطي آل جور، والتي لم تُحسم إلا بقرار قضائي.
jaser@al-jazirah.com.sa