يأمل الأخضر الإبراهيمي أن: «تتمكّن الصين من لعب دور نشط، في إيجاد حل للأحداث في سوريا «، وفي ظني، أن دوراً كهذا، سيكون منوطاً بالتوجهات العالمية الواسعة، وأن جهود الحل السياسي، ستواجه المزيد من المصاعب، والتحديات -خلال الفترة المقبلة-،
باعتبار أن خطورة الأزمة السورية، أصبحت مرتبطة بصراعات إقليمية، ودولية.
لم تكشف الخارجية الصينية عن مضمون المحادثات مع المبعوث الدولي؛ لكنها كرّرت القول، بأنها: «ستدفع في اتجاه حل سياسي في سوريا»، الأمر الذي يعكسه بوضوح، موقفها السياسي إزاء الأحداث في الشرق الأوسط - طوال الفترة الماضية -. وهو ما تعتبره يندرج ضمن سياسة الهيمنة الأمريكية، هدفها سد الطريق أمام وصولها إلى مصادر الطاقة في الشرق الأوسط؛ ليكون أحد أهم تجليات الصراع القائم بين الدولتين، - سواء- من خلال أهداف قريبة المدى، أو اقتصادية الطابع. فرغبة الصين، تكمن في بلورة نظام دولي متعدد الأقطاب، يجد اعترافاً من القوى العظمى، تكسر فيه الأحادية القطبية الأمريكية، وهو ما يمكن أن تساهم في قراءة موقف صراع الدول الكبرى.
تعيش الصين مأزقاً أخلاقياً، وسياسياً، وهي في مرمى انتقادات حادة، بسبب موقفها تجاه الأزمة السورية. فالشعب الأعزل يقتل بدم بارد، ومذابح تجري فصولها أمام أعين العالم، ومدن تقصف بالطائرات الحربية، والمدفعية الثقيلة؛ مما لم يبق للصين مجالاً في دعم النظام الفاشي لمرحلة قادمة، وإنما إعادة تقييم موقفها؛ لتحديد مكاسبها، ومصالحها، وأن تقف - على أقل تقدير - مع خيار حق الشعب السوري، في تقرير مصيره الذي اختاره.
بعيداً عن الخلط بين لغة المصالح، ولغة المطامح، فإن على الصين أن تتخذ موقفاً أكثر حياداً؛ لتفتح نافذة من الفرص في حل الأزمة السورية، وأن تكون شريكاً فاعلاً في المبادرات متعددة الأطراف؛ ولئن كانت الصين، ترفض التدخل في شؤون الدول الداخلية، - إضافة - إلى رفض سياسة العقوبات على الدول، وهي الدولة التي لم تكن الأيديولوجية - يوماً ما - أداة من أدواتها في سياساتها الخارجية، أو في صراعها مع الغرب، فإن اتخاذ إجراءات فعَّالة؛ لوقف آلة القتل الوحشية، والدمار، والتهجير، والعمل على حماية الشعب السوري، ووضع حد لاستهانة النظام السوري بحياة الأبرياء، وعدم السماح له بأن يمارس أسلوب المماطلة، والتسويف، والتنصّل من التزاماته - حقوق مشروعة -، يجب أن تتمسك بها الصين، وأن يكون ذلك خارطة طريق؛ لمعالجة الأزمة.
المعروف عن السياسة الصينية، أنها ليست تصادمية، وبقدر اتصافها بالهدوء، فهي تتصف بالذكاء، الأمر الذي يجعل من طبيعة سياستها، أنها قابلة للحلحلة، - وخصوصًا - أن الصورة المستقبلية، تعتمد على عدد كبير من المتغيّرات المختلفة، - سواء - على المستويات المحلية، والإقليمية، والدولية. ويبقى السؤال القائم، هو: كيف يمكن إجراء تغيير في الموقف الصيني؟ إذ لا مبرر للإطالة بالمتاجرة السياسية بدماء السوريين؛ وحتى تنأى بنفسها عن أزمات أخرى، قد تسبب لها مشاكل مع دول كبرى.
drsasq@gmail.com