|
كتب - علي الصحن:
لم يكن أكثر المتابعين في الشارع الرياضي السعودي يتوقع الخسارة.. السقوط.. الفضيحة.. التي مني بها المنتخب السعودي لدرجة الشباب أمام نظيره السوري في افتتاح مواجهات المجموعة الرابعة لبطولة آسيا للشباب الموصلة إلى نهائيات كأس العالم عندما خسر بخمسة مقابل هدف في اللقاء الذي جمعهما أمس على ملعب نادي الفجيرة بالإمارات. لقد جاءت الخسارة كبيرة في رقمها وفي طريقتها وفي كونها بعد مرحلة إعداد توقع الجميع بعدها أن المنتخب لن يكفيه الحصول على إحدى بطاقات اللعب في كأس العالم بل والفوز باللقب القاري الذي واصل مقاطعتنا على كافة الاصعدة والدرجات، وجاءت الخسارة الكبيرة - التي لم تكن مقبولة من منتخبات بحجم كوريا واليابان فكيف إذا جاءت من من هو اقل من ذلك مع الاحترام للجميع - لتؤكد أن الكرة السعودية مقبلة على مواسم صعبة جديدة وان ما مضى من انكسارات لن يتوقف، فهذا المنتخب الشاب الذي نعول عليه الكثير يسقط في نقطة البداية، ويتعثر يخماسية من النقطة الاولى، وأن الحديث عن الإعداد والرسم والتخطيط والمنهجية ليس إلا مجرد وعود تتبخر فور تعرضها لأدنى درجة حرارة، وأن المنتخبات السعودية ستظل على صفيح ساخن ملتهب يصعب الهروب منه، وها نحن نشاهد منتخباتنا بكل فئاتها ودرجاتها، ما إن تخرج من هزيمة إلا وتدخل في أشد منها، وما إن تودع بطولة حتى تلحق بها أخرى، وأن الجميع اصبح يقلد بعضه بعضا في تجريع المشجع الرياضي المحب مرارة الهزائم والانكسارات دون أن يعلم أحد أين وكيف ومتى تنصلح الحال. عجز المنتخب الاول عن الوصول إلى مونديال جنوب إفريقيا، وخرج من بطولة أمم آسيا في الدوحة بشكل مذل، وخسر كأس الخليج، والعرب وعجر عن تجاوز الدور الأول من التصفيات الآسيوية الموصلة لمونديال البرازيل، وتراجع ترتيبه كثيراً في تصنيف فيفا الشهري، وخلال ذلك حدث فشل متوال للمنتخب الاولمبي ومنتخب الشباب ومنتخب الناشئين التي قد تظهر مرة لكنها ما تلبث أن تخفت، لتظل عاجزة عن رسم اشارة واحدة تبعث على التفاؤل بمستقبل واعد للكرة السعودية. لقد مل الشارع الرياضي من الوعود ومن الاعتذار.. فماذا بعد خماسية المنتخب السوري - الذي نعرف الظروف السياسية المحيطة به جيداً - يا إدارة المنتخبات ويا اتحاد الكرة؟؟.. وما الجديد في مسلسل إخفاقات الكرة السعودية؟!