أتعجب كثيراً من أداء الإدارة العامة للمرور وتحديداً إدارة مرور الرياض, تتحدث عن الانضباط والسيطرة على حركة السير داخل المدينة، وتدّعي أنها سيطرت مرورياً على الرياض وهي بالمقابل تفتح المجال أمام سيارات الناقلات لتطلق قنابلها وتجر الموت خلفها كما حدث شرق الرياض، عندما تحولت ناقلة الغاز إلى قنبلة وفجرت ما حولها: 17 طنا من الغاز يبيد نصف كيلو مربع من الرياض والضحايا (155) بين جريح وقتيل...
مرور الرياض أشغل الناس بساهر وحوّله من نظام مراقبة سير إلى نظام جباية, وأخذ يضيق الخناق على حركة السير في الشوارع الثانوية: لا تتقدم على الخط الأمامي، ولا تنعطف، توقف عند لوحة وقوف، وسرعات متفاوتة في الشارع الواحد، طرق واسعة وسرعتها 60 و70 كم، اصطياد في الشوارع المظلمة, واقتناص العابرين في الممرات الخلفية، في حين تعبر سيارة الموت والدمار صهريج شركة الغاز والتصنيع الأهلية وتجتاز جميع الحواجز وكاميرات ساهر ودوريات المرور الحاضر الغائب وتدخل قلب الرياض بسرعة عالية مخالفة تعميم دخول الشاحنات صباحاً دون أن تتابع ودون أن ترصدها كاميرات ساهر لتفعل فعلتها الشنيعة وتقتل أكثر من 22 نفساً لا ذنب لها وتدخل أكثر من (130) المستشفيات وتدمر الأملاك وتحدث فاجعة في البيوت والمنازل والبشر، والمرور غارق في مكاتبه الرخامية يجمع ضرائب وغرامات وجباية ساهر ليل نهار, من تقدم الخط الأبيض من توقف عند المنعطف ومن تجاوز (60).
لحماية الأرواح وأملاك الناس لابد من محاسبة إدارة المرور عن إهمالها وغيابها وسماحها بدخول مثل هذه المتفجرات داخل المدن, وعدم متابعة سرعات الشاحنات التي دخلت بجرأة إلى الأحياء السكنية رغم المنع في ساعات النهار لتصبح ناقلات الموت شريكا في المسارات وتمر من جوار سيارات المرور التي لا تبالي ولا تلتفت لها...
لابد أن يوجه لإدارة المرور اللوم والمحاسبة لسماحها دخول مثل هذه السيارات المتفجرة دون أن ترافقها سيارات أمنية من شركة الغاز واحدة أمامها وأخرى خلفها للتحذير وهي تسير وفي وقت سماح دخول الشاحنات، أما بهذا التحدي السافر والسرعة الجنونية فهذا يدل على عدم مبالات سائقي الصهاريج من المرور وأنظمته, وأيضا يدل على تراخي إدارة المرور في تطبيق الأنظمة بخلاف (المحصل) ساهر الذي يقوم بالجباية واعتصار الناس وتغريمهم على مخالفات عادية في حين نام المرور وساهر عن قنابل السيارات التي تحصد الأرواح.. حان الوقت لإيجاد إدارة جديدة للمرور تحمل ثقافة مختلفة وتفكر بروح المسؤولية, وتحمي بعد الله أرواح الناس, لتصبح صديقاً لقائد المركبة لا جابياً ونقاط تحصيل أموال.